الحيرة ما لاق من معرفته بضمائرهم ( 1 ) . وما سكن من عظمته وهيبة جلالته في أثناء صدورهم . ولم تطمع فيهم الوساوس فتقترع برينها على فكرهم ( 2 ) منهم من هو في خلق الغمام الدلح ( 3 ) وفي عظم الجبال الشمخ وفي فترة الظلام الأبهم ( 4 ) ومنهم من خرقت أقدامهم تخوم الأرض السفلى . فهي كرايات بيض قد نفذت في مخارق الهواء ( 5 ) . وتحتها ريح هفافة تحبسها على حيث انتهت من الحدود المتناهية . قد استفرغتهم أشغال عبادته ( 6 ) ووصلت حقائق الإيمان بينهم وبين معرفته . وقطعهم الايقان به إلى الوله إليه ( 7 ) ولم تجاوز رغباتهم ما عنده إلى ما عند غيره . قد ذاقوا حلاوة معرفته وشربوا بالكأس الروية من محبته ( 8 ) وتمكنت من سويداء قلوبهم ( 9 ) وشيجة خيفته ( 10 ) فحنوا بطول الطاعة اعتدال ظهورهم .