responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نهج البلاغة نویسنده : خطب الإمام علي ( ع )    جلد : 1  صفحه : 11


محاجزات الزمان [1] ومماطلات الأيام . وكنت قد بوبت ما خرج من ذلك أبوابا .
وفصلته فصولا فجاء في آخرها فصل يتضمن محاسن ما نقل عنه عليه السلام من الكلام القصير في المواعظ والحكم والأمثال والآداب دون الخطب الطويلة والكتب المبسوطة .
فاستحسن جماعة من الأصدقاء والإخوان ما اشتمل عليه الفصل المقدم ذكره معجبين ببدائعه ومتعجبين من نواصعه [2] وسألوني عند ذلك أن أبدأ بتأليف كتاب يحتوي على مختار كلام مولانا أمير المؤمنين عليه السلام في جميع فنونه ، ومتشعبات غصونه ، من خطب وكتب ومواعظ وآداب علما أن ذلك يتضمن عجائب البلاغة وغرائب الفصاحة وجواهر العربية وثواقب الكلم الدينية والدنيوية ما لا يوجد مجتمعا في كلام [3] ولا مجموع الأطراف في كتاب . إذ كان أمير المؤمنين عليه السلام مشرع الفصاحة وموردها [4] ومنشأ البلاغة ومولدها . ومنه عليه السلام ظهر مكنونها . وعنه أخذت قوانينها . وعلى أمثلته حذا كل قائل خطيب [5] وبكلامه استعان كل واعظ بليغ . ومع ذلك فقد سبق وقصروا . وتقدم وتأخروا . لأن كلامه عليه السلام الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي [6] وفيه عبقة من الكلام النبوي . فأجبتهم إلى الابتداء بذلك عالما بما فيه من عظيم النفع ومنشور الذكر ومذخور الأجر .
واعتمدت به أن أبين من عظيم قدر أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الفضيلة مضافة إلى المحاسن الدائرة والفضائل الجمة [7] . وأنه عليه السلام انفرد ببلوغ غايتها عن جميع السلف الأولين الذين إنما يؤثر عنهم منها القليل النادر والشاذ الشارد [8] . وأما كلامه فهو من البحر الذي لا يساجل [9] ، والجم الذي لا يحافل [10] وأردت أن يسوغ لي



[1] محاجزات الزمان ممانعاته ومماطلات الأيام مدافعاتها .
[2] النواصع الخالصة ، وناصع كل شئ خالصه
[3] الثواقب المضيئة ومنه الشهاب الثاقب ، ومن الكلم ما يضئ لسامعها طريق الوصول إلى ما دلت عليه فيهتدي بها إليه
[4] المشرع تذكير المشرعة مورد الشاربة كالشريعة
[5] حذا كل قائل اقتفى واتبع
[6] عليه مسحة من جمال ، أي علامة وأثر ، وكأنه يريد بهاء منه وضياء . والعبقة الرائحة
[7] اعتمدت قصدت ، والدائرة بفتح فسكون الكثيرة
[8] يؤثر أي ينقل عنهم ويحكي
[9] لا يغالب في الامتلاء وكثرة الماء
[10] لا يغالب في الكثرة من قولهم ضرع حافل أي ممتلئ كثير اللبن

11

نام کتاب : نهج البلاغة نویسنده : خطب الإمام علي ( ع )    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست