مقدمة السيد الشريف الرضي بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد حمد الله الذي جعل الحمد ثمنا لنعمائه . ومعاذا من بلائه . وسبيلا إلى جنانه [1] وسببا لزيادة إحسانه . والصلاة على رسوله نبي الرحمة ، وإمام الأئمة ، وسراج الأمة . المنتخب من طينة الكرم [2] وسلالة المجد الأقدم . ومغرس الفخار المعرق [3] وفرع العلاء المثمر المورق وعلى أهل بيته مصابيح الظلم ، وعصم الأمم [4] ومنار الدين الواضحة ، ومثاقيل الفضل الراجحة . صلى الله عليهم أجمعين صلاة تكون إزاء لفضلهم [5] ومكافأة لعملهم . وكفاء لطيب فرعهم وأصلهم . ما أنار فجر ساطع وخوى نجم طالع [6] فإني كنت في عنفوان السن [7] ، وغضاضة الغصن ، ابتدأت بتأليف كتاب خصائص الأئمة عليهم السلام يشتمل على محاسن أخبارهم وجواهر كلامهم : حداني عليه غرض ذكرته في صدر الكتاب وجعلته أمام الكلام . وفرغت من الخصائص التي تخص أمير المؤمنين عليا عليه السلام . وعاقت عن إتمام بقية الكتاب
[1] في بعض النسخ ووسيلا وهو جمع وسيلة وهي ما يتقرب به . ورواية سبيلا أحسن [2] طينة الكرم أصله وسلالة المجد فرعه [3] الفخار قال بعضهم بالكسر ويغلط من يقرأ بالفتح لأنه مصدر فاخر ، والمصدر من فاعل الفعال بكسر أوله ، غير أنه لا يبعد أن يكون مصدر فخر . والثلاثي إذا كانت عينه أو لامه حرف حلق جاء المصدر منه على فعال بالفتح نحو سمح سماحا [4] العصم جمع عصمة وهو ما يعتصم به : والمنار الأعلام واحدها منارة . والمثاقيل جمع مثقال وهو مقدار وزن الشئ ، تقول مثقال حبة ومثقال دينار ، فمثاقيل الفضل زناته أي أن الفضل يعرف بهم مقداره [5] إزاء لفضلهم أي مقابلة له [6] خوى النجم سقط وخوت النجوم انحلت فلم تمطر كأخوت وخوت بالتشديد [7] عنفوان السن أولها .