قال أبو علي النيسابوري ( ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم ) [1] . ورجح بعضهم ، منهم المغاربة ، صحيح مسلم على صحيح البخاري [2] ، وادعوا انه لا يخرج إلا عن الثقة عن مثله في جميع الطبقات ، ولكن الحفاظ طعنوه بكثرة روايته عن الضعفاء ، الذين يربو عددهم على ( المائة والستين ) رجلا مطعونا فيه . فطعن الدارقطني في كتابه المسمى بالاستدراكات والتتبع ، على البخاري ومسلم في ( مائتي ) حديث فيهما [3] . ويقول القسطلاني : ان ما انتقد على البخاري من الأحاديث ، أقل عددا مما انتقد على مسلم [4] . موطأ مالك : لأبي عبد الله مالك بن انس بن أبي عامر ، ولد سنة خمس وتسعين من الهجرة ، ومات بالمدينة سنة تسع وسبعين ومائة ، وله أربع وثمانون سنة . ويكفيه تأليف موطأ مالك : ان المنصور لقي مالكا في موسم الحج ، واعتذر منه مما صدر من عامله بحقه ، وطلب منه أن يؤلف كتابا في الحديث يكون عليه المعول في الفتوى والقضاء ، وشرط عليه أن لا يروي في كتابه عن علي ( عليه السلام ) أصلا ! واستجاب مالك للشرط فنفذه بدقة متناهية . !
[1] ارشاد الساري ج 1 ص 20 . [2] عمدة القاري ج 1 ص 5 ، وارشاد الساري ج 1 ص 2 . [3] عمدة القاري ج 1 ص 8 . [4] ارشاد الساري ج 1 ص 21 .