نام کتاب : مختصر بصائر الدرجات نویسنده : حسن بن سليمان الحلي جلد : 1 صفحه : 224
ترك طينتهم كما اخذها لم تروهم في خلق الآدميين ولم يقروا بالشهادتين ولم يصوموا ولم يصلوا ولم يزكوا ولم يحجوا البيت ولم تروا أحدا منهم بحسن الخلق ولكن الله عز وجل جمع الطينتين طينتكم وطينتهم فخلطهما وعركهما عرك الأديم ومزجها بالمائين فما رأيت من أخيك المؤمن من شر لفظ أو زنى أو شئ مما ذكرت من شرب مسكر أو غير فليس من جوهريته ولا من ايمانه إنما هو بمسحة الناصب اجترح هذه السيئات التي ذكرت وما رأيت من الناصب من حسن وجه وحسن خلق أو صوم أو صلاة أو حج بيت أو صدقة أو معروف فليس من جوهريته إنما تلك الأفاعيل من مسحة الايمان اكتسبها وهو اكتساب مسحة الايمان قلت جعلت فداك فإذا كان يوم القيامة فمه قال لي يا إسحاق لا يجمع الله الخير والشر في موضع واحد إذا كان يوم القيامة نزع الله عز وجل مسحة الايمان منهم فردها إلى شيعتنا ونزع مسحة الناصب بجميع ما اكتسبوا من السيئات فردها إلى أعدائنا وعاد كل شئ إلى عنصره الأول الذي منه ابتدأ اما رأيت الشمس إذا هي بدت ترى لها شعاعا زاجرا متصلا أو باينا منها قلت جعلت فداك الشمس إذا غربت بدأ إليها الشعاع كما بدأ منها ولو كان باينا منها لما بدأ إليها قال نعم يا إسحاق كل شئ يعود إلى جوهره الذي منه بدأ قلت جعلت فداك تؤخذ حسناتهم فترد الينا وتؤخذ سيئاتنا فترد إليهم قال اي والله الذي لا إله إلا هو قلت جعلت فداك أجدها في كتاب الله عز وجل قال نعم يا إسحاق قلت في اي مكان قال لي يا إسحاق ما تتلو هذه الآية ( أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) فلن يبدل الله سيئاتهم حسنات الا لكم ويبدل الله لكم . ذكر لي ان بعض الناس أشكل عليه ما في هذه الحديث من قوله قبض قبضة فقال إلى الجنة ولا أبالي وقبض قبضة وقال إلى النار ولا أبالي وقال كيف يجوز ان يخلق قوما للنار في أصل الخلق ثم يكلفهم طاعته وترك معصيته وهل هذا الا ينافي العدل وهو منزه عنه سبحانه .
224
نام کتاب : مختصر بصائر الدرجات نویسنده : حسن بن سليمان الحلي جلد : 1 صفحه : 224