responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 148


ووقع على أم موسى [1] فحملت ، فوضع على أم موسى قابلة تحرسها فإذا قامت قامت و إذا قعدت قعدت ، فلما حملته أمه وقعت عليها المحبة وكذلك حجج الله على خلقه ، فقالت لها القابلة : مالك يا بنية تصفرين وتذوبين ؟ قال : لا تلوميني فإني إذا ولدت اخذ ولدي فذبح ، قالت : لا تخزني فإني سوف أكتم عليك ، فلم تصدقها ، فلما أن ولدت التفت إليها وهي مقبلة فقالت : ما شاء الله ، فقالت لها : ألم أقل : إني سوف أكتم عليك ، ثم حلمته فأدخلته المخدع [2] وأصلحت أمره ، ثم خرجت إلى الحرس فقالت : انصرفوا - و كانوا على الباب - فإنما خرج دم منقطع فانصرفوا ، فأرضعته فلما خافت عليه الصوت أوحى الله إليه أن اعملي التابوت ، ثم اجعليه فيه ، ثم أخرجيه ليلا فاطر حيه في نيل مصر فوضعته في التابوت ، ثم دفعته في اليم ، فجعل يرجع إليها وجعلت تدفعه في الغمر ، و إن الريح ضربته فانطلقت به ، فلما رأته قد ذهب به الماء همت أن تصبح فربط الله على قلبها .
قال : وكانت المرأة الصالحة امرأة فرعون وهي من بني إسرائيل ، قالت لفرعون : إنها أيام الربيع فأخرجني واضرب لي قبة على شط النيل حتى أتنزه هذه الأيام ، فضربت لها قبة على شط النيل إذ أقبل التابوت يريدها ، فقالت : هل ترون ما أري على الماء ؟ قالوا : إي والله يا سيدتنا إنا لنري شيئا ، فلما دنا منها ثارت إلى الماء فتناولته بيدها وكاد الماء يغمرها حتى تصايحوا عليها فجذبته وأخرجته من الماء فأخذته فوضعته في حجرها ، فإذ ا هو غلام أجمل الناس وأستر هم فوقعت عليها منه محبة ، فوضعته في حجرها وقالت : هذا ابني ، فقالوا : إي والله يا سيدتنا والله مالك ولد ولا للملك فاتخذي هذا ولدا ، فقامت إلى فرعون وقالت : إني أصبت غلاما طيبا حلوا نتخذه ولدا فيكون قرة عين لي ولك فلا تقتله ، قال : ومن أين هذا الغلام ؟ قالت : والله ما أدري إلا أن الماء جاء به ، فلم تزل به حتى رضي ، فلما سمع الناس أن الملك قد تبنى ابنا لم يبق أحد من رؤوس من كان مع فرعون إلا بعث إليه امرأته لتكون له ظئرا أو تحضنه



[1] في بعض النسخ " وباشر أم موسى " .
[2] المخدع والمخدع - بالكسر والضم - : الخزانة والبيت الداخل .

148

نام کتاب : كمال الدين وتمام النعمة نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست