ومتعنا بأرواح الحيوة ، وأثبت فينا جوارح الأعمال وغذانا بطيبات الرزق ، وأغنانا بفضله ، وأقنانا بمنه ، ثم أمرنا ليختبر طاعتنا ، ونهانا ليبتلي شكرنا فخالفنا عن طريق أمره ، وركبنا متون زجره ، فلم يبتدرنا بعقوبته ، و لم يعاجلنا بنقمته ، بل تأنانا برحمته تكرما ، وانتظر مراجعتنا برأفته حلما ، والحمد لله الذي دلنا على التوبة التي لم نفدها إلا من فضله ، فلو لم نعتدد من فضله إلا بها لقد حسن بلاؤه عندنا ، وجل إحسانه إلينا ، و جسم فضله علينا