فما هكذا كانت سنته في التوبة لمن كان قبلنا ، لقد وضع عنا ما لا طاقة لنا به ، و لم يكلفنا إلا وسعا ، و لم يجشمنا إلا يسرا ، و لم يدع لأحد منا حجة ولا عذرا ، فالهالك منا من هلك عليه ، والسعيد منا من رغب إليه ، والحمد لله بكل ما حمده به أدنى ملائكته إليه وأكرم خليقته عليه وأرضى حامديه لديه ، حمدا يفضل سائر الحمد كفضل ربنا على جميع خلقه ، ثم له الحمد مكان كل نعمة له علينا وعلى جميع عباده الماضين والباقين عدد ما أحاط به علمه من جميع الأشياء ،