responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحاشية على أصول الكافي نویسنده : السيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي    جلد : 1  صفحه : 112


يشاء ويعدم ( 1 ) ما يشاء ويخلق مكانه ما يشاء ويقدّم ما شاء ويؤخّر ما شاء [ ويأمر بما شاء ] كيف شاء . فقد أقرّ بالبداء ، وما عُظّم الله عزّ وجلّ بشيء أفضل من الإقرار بأنّ له الخلق والأمر ، والتقديم والتأخير ، وإثبات ما لم يكوّن ( 2 ) ، ومحو ما [ قد ] كان ، وإثبات البداء ( 3 ) هو ردّ على اليهود ؛ لأنّهم قالوا : إنّ الله قد فرغ من الأمر ، فقلنا : إن الله كلّ يوم في شأن ، يحيي ويميت ويرزق ويفعل ما يشاء ، والبداء ليس من نَدامة ، وإنّما هو من ظهور أمر ( 4 ) ، يقول العرب : بدا لي شخص في طريقي ، أي ظهر ، وقال الله تعالى ( وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ ) ( 5 ) أي ظهر لهم ، ومتى ظهر لله تعالى ذكْره من عبد [ صلةٌ لرحمه زاد في عمره ، ومتى ظهر له منه قطيعة لرحمه نقص من عمره ، ومتى ظهر من عبد ] إتيان الزنا نقص من رزقه وعمره ، ومتى ظهر له منه التعفّف عن الزنا زاد في رزقه وعمره .
ومن ذلك قول الصادق ( عليه السلام ) : " ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل ابني " ، يقول :
ما ظهر لله أمر كما ظهر له في ابني ؛ إذ اخترمه قبلي لِيُعلم بذلك أنّه ليس بإمام بعدي .
وقد روي [ لي ] من طريق أبي الحسين الأسدي ( رضي الله عنه ) في ذلك شيء غريب ، وهو أنّه روى أنّ الصادق ( عليه السلام ) قال : " ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل ؛ إذ أمر أباه بذَبحه ثمّ فداه بذبح عظيم " . وفي الحديث على الوجهين جميعاً عندي نظر ، إلاّ أنّي أوردته لمعنى لفظ البداء ؛ والله الموفّق للصواب " ( 6 ) انتهى كلامه - زيد إكرامه - بألفاظه .
أقول : لا يذهبنّ معاند للحقّ إلى أنّ قوله ( رضي الله عنه ) : " ومتى ظهر لله تعالى ذكره من عبد "


1 . في النسخة : " يؤخر " . 2 . في المصدر : " يكن " . 3 . في المصدر : " وفي البداء " . 4 . في المصدر : " هو ظهور أمر " . 5 . الزمر ( 39 ) : 47 . 6 . التوحيد ، ص 335 - 336 ، باب 54 ، ح 9 - 11 . وما بين المعقوفات منه .

112

نام کتاب : الحاشية على أصول الكافي نویسنده : السيد بدر الدين بن أحمد الحسيني العاملي    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست