responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 82


ير يحيى ، فأنشأ يقول : حدثني حبيبي جبرئيل ( عليه السلام ) عن الله تبارك وتعالى : أن في جهنم جبلا يقال له السكران ، في أصل ذلك الجبل واد يقال له الغضبان ، يغضب لغضب الرحمن تبارك وتعالى ، في ذلك الوادي جب قامته مائة عام ، في ذلك الجب توابيت من نار ، في تلك التوابيت صناديق من نار ، وثياب من نار ، وسلاسل من نار ، وأغلال من نار ، فرفع يحيى ( عليه السلام ) رأسه فقال : وا غفلتاه من السكران ، ثم أقبل هائما على وجهه ، فقام زكريا ( عليه السلام ) من مجلسه فدخل على أم يحيى ، فقال لها : يا أم يحيى ، قومي فاطلبي يحيى ، فإني قد تخوفت أن لا نراه إلا وقد ذاق الموت .
فقامت فخرجت في طلبه حتى مرت بفتيان من بني إسرائيل ، فقالوا لها : يا أم يحيى ، أين تريدين ؟ قالت : أريد أن أطلب ولدي يحيى ، ذكرت النار بين يديه فهام على وجهه ، فمضت أم يحيى والفتية معها حتى مرت براعي غنم ، فقالت له : يا راعي ، هل رأيت شابا من صفته كذا وكذا ؟ فقال لها : لعلك تطلبين يحيى بن زكريا ؟ قالت : نعم ، ذاك ولدي ، ذكرت النار بين يديه فهام على وجهه ، فقال : إني تركته الساعة على عقبة ثنية كذا وكذا ، ناقعا قدميه في الماء رافعا بصره إلى السماء ، يقول : وعزتك مولاي ، لا ذقت بارد الشراب حتى أنظر إلى منزلتي منك .
وأقبلت أمه ، فلما رأته أم يحيى دنت منه ، فأخذت برأسه فوضعته بين ثدييها ، وهي تناشده بالله أن ينطلق معها إلى المنزل ، فانطلق معها حتى أتى المنزل ، فقالت له أم يحيى : هل لك أن تخلع مدرعة الشعر وتلبس مدرعة الصوف ، فإنه ألين ؟ ففعل ، وطبخ له عدس ، فأكل واستوفى ونام ، فذهب به النوم فلم يقم لصلاته ، فنودي في منامه : يا يحيى بن زكريا ، أردت دارا خيرا من داري وجوارا خيرا من جواري !
فاستيقظ فقام فقال : يا رب أقلني عثرتي ، إلهي فوعزتك لا استظل بظل سوى بيت المقدس . وقال لامه : ناوليني مدرعة الشعر ، فقد علمت أنكما ستورداني المهالك .
فتقدمت أمه فدفعت إليه المدرعة وتعلقت به فقال لها زكريا : يا أم يحيى ، دعيه فإن ولدي قد كشف له عن قناع قلبه ، ولن ينتفع بالعيش .
فقام يحيى فلبس مدرعته ، ووضع البرنس على رأسه ، ثم أتى بيت المقدس ،

82

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست