responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 621


ميثاقهم على الوفاء ، وعاند أهل الشقاق والنفاق ، وألحدوا في ذلك ، فصرفوه عن حده الذي حده الله ، فقالوا : القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته ، فعلى أي الحالتين كان ، فقد علمنا أن المودة هي للقرابة ، فأقربهم من النبي ( صلى الله عليه وآله ) أولاهم بالمودة ، كلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها .
وما أنصفوا نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) في حيطته ورأفته ، وما من الله به على أمته ، مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه ، أن لا يودوه في ذريته وأهل بيته ، وأن لا يجعلوهم منهم كمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وحبا لنبيه [1] ، فكيف والقرآن ينطق به ويدعو إليه ؟ والاخبار ثابتة بأنهم أهل المودة ، والذين فرض الله مودتهم ، ووعد الجزاء عليها ، أنه ما وفى أحد بهذه المودة مؤمنا مخلصا إلا استوجب الجنة ، لقول الله عز وجل في هذه الآية : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير * ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) [2] مفسرا ومبينا .
ثم قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي ( عليهم السلام ) ، قال : اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا :
إن لك - يا رسول الله - مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود ، وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا ، مأجورا ، أعط ما شئت ، وأمسك ما شئت ، من غير حرج ، قال :
فأنزل الله عز وجل عليه الروح الأمين فقال : يا محمد ، ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) يعني أن تودوا قرابتي من بعدي ، فخرجوا ، فقال المنافقون : ما حمل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده ، إن هو إلا شئ افتراه في مجلسه ، وكان ذلك من قولهم عظيما ، فأنزل الله عز وجل



[1] في نسخة : لبنيه .
[2] الشورى 42 : 22 و 23 .

621

نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق    جلد : 1  صفحه : 621
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست