نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 620
عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون ) [1] ، وقال عز وجل لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) : ( قل ) يا محمد ( لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ولم يفرض الله مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا ، ولا يرجعون إلى ضلال أبدا . وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل ، فيكون بعض أهل بيته عدوا له ، فلا يسلم قلب الرجل له ، فأحب الله عز وجل أن لا يكون في قلب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على المؤمنين شئ ، ففرض عليهم مودة ذوي القربى ، فمن أخذ بها وأحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأحب أهل بيته ، لم يستطع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يبغضه ، ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته ، فعلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يبغضه لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله ، فأي فضيلة وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه ؟ فأنزل الله هذه الآية على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) : ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أصحابه ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أيها الناس ، إن الله قد فرض لي عليكم فرضا ، فهل أنتم مؤدوه ؟ فلم يجبه أحد . فقال : أيها الناس ، إنه ليس بذهب ولا فضة ، ولا مأكول ولا مشروب . فقالوا : هات إذن . فتلا عليهم هذه الآية ، فقالوا أما هذا فنعم ، فما وفى بها أكثرهم . وما بعث الله عز وجل نبيا إلا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجرا ، لان الله عز وجل يوفي أجر الأنبياء ، ومحمد [2] ( صلى الله عليه وآله ) فرض الله عز وجل مودة قرابته على أمته ، وأمره أن يجعل أجره فيهم ليودوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله عز وجل لهم ، فإن المودة إنما تكون على قدر معرفة الفضل . فلما أوجب الله ذلك ثقل لثقل [3] وجوب الطاعة ، فتمسك بها قوم أخذ الله
[1] هود 11 : 51 . [2] وفي نسخة : يوفيه أجر الأنبياء ومحمد ، وفي أخرى : يوفيه أجره إلا نبينا محمد . [3] في نسخة : كثقل .
620
نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 620