نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 618
وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الآل ، فذكره لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فهذه واحدة . والآية الثانية في الاصطفاء ، قوله عز وجل : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد معاند أصلا ، لأنه فضل بعد طهارة تنتظر ، فهذه الثانية . وأما الثالثة : فحين ميز الله الطاهرين من خلقه ، فأمر نبيه ( صلى الله عليه وآله ) بالمباهلة في آية الابتهال ، فقال عز وجل : قل يا محمد ( تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ) [1] فأبرز النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا والحسن والحسين وفاطمة ( صلوات الله وسلامه عليهم ) وقرن أنفسهم بنفسه ، فهل تدرون ما معنى قوله عز وجل : ( وأنفسنا وأنفسكم ) ؟ قالت العلماء : عنى به نفسهم . فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : غلطتم ، إنما عنى بها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ومما يدل على ذلك ، قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) حين قال : لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي ، يعني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فهذه خصوصية لا يتقدمه فيها أحد ، وفضل لا يلحقه فيه بشر ، وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل نفس علي كنفسه ، فهذه الثالثة . وأما الرابعة : فإخراجه ( صلى الله عليه وآله ) الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس ، فقال : يا رسول الله ، تركت عليا وأخرجتنا ! فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما أنا تركته وأخرجتكم ، ولكن الله تركه وأخرجكم . وفي هذا تبيان قوله لعلي ( عليه السلام ) : أنت مني بمنزلة هارون من موسى . قالت العلماء : فأين هذا من القرآن ؟ قال أبو الحسن ( عليه السلام ) أو جدكم في ذلك قرآنا أقرؤه عليكم ؟ قالوا : هات . قال قول الله عز وجل : ( وأوحينا إلى موسى وأخيه