نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 165
الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ) [1] ألم ينسبوه إلى الكذب في قوله : إنه رسول من الله إليهم ؟ حتى أنزل الله عز وجل عليه : ( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ) [2] ، ولقد قال يوما : عرج بي البارحة إلى السماء . فقيل : والله ما فارق فراشه طول ليلته . وما قالوا في الأوصياء ( عليهم السلام ) أكثر من ذلك ، ألم ينسبوا سيد الأوصياء ( عليه السلام ) إلى أنه كان يطلب الدنيا والملك ، وأنه كان يؤثر الفتنة على السكون ، وأنه يسفك دماء المسلمين بغير حلها ، وأنه لو كان فيه خير ما أمر خالد بن الوليد بضرب عنقه ؟ ألم ينسبوه إلى أنه ( عليه السلام ) أراد أن يتزوج ابنة أبي جهل على فاطمة ( عليها السلام ) ، وأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شكاه على المنبر إلى المسلمين ، فقال : إن عليا يريد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة نبي الله ، ألا إن فاطمة بضعة مني ، فمن آذاها فقد آذاني ، ومن سرها فقد سرني ، ومن غاظها فقد غاظني ؟ ثم قال الصادق ( عليه السلام ) : يا علقمة ، ما أعجب أقاويل الناس في علي ( عليه السلام ) ! كم بين من يقول : إنه رب معبود ، وبين من يقول : إنه عبد عاص للمعبود ! ولقد كان قول من ينسبه إلى العصيان أهون عليه من قول من ينسبه إلى الربوبية . يا علقمة ، ألم يقولوا لله عز وجل : إنه ثالث ثلاثة ؟ ألم يشبهوه بخلقه ؟ ألم يقولوا : إنه الدهر ؟ ألم يقولوا : إنه الفلك ؟ ألم يقولوا : إنه جسم ؟ ألم يقولوا : إنه صورة ؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . يا علقمة ، إن الألسنة التي تتناول ذات الله تعالى ذكره بما لا يليق بذاته كيف تحبس عن تناولكم بما تكرهونه ! فاستعينوا بالله واصبروا ، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين ، فإن بني إسرائيل قالوا لموسى ( عليه السلام ) : ( أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ) ، فقال الله عز وجل : قل لهم يا موسى : ( عسى