نام کتاب : الأمالي نویسنده : الشيخ الصدوق جلد : 1 صفحه : 164
بذلك شاهدان ، فهو من أهل العدالة والستر ، وشهادته مقبولة ، وإن كان في نفسه مذنبا ، ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية الله عز وجل داخل في ولاية الشيطان . ولقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : من اغتاب مؤمنا بما فيه ، لم يجمع الله بينهما في الجنة أبدا ، ومن اغتاب مؤمنا بما ليس فيه ، فقد انقطعت العصمة بينهما ، وكان المغتاب في النار خالدا فيها وبئس المصير . قال علقمة : فقلت للصادق ( عليه السلام ) : يا بن رسول الله ، إن الناس ينسبوننا إلى عظائم الأمور ، وقد ضاقت بذلك صدورنا . فقال ( عليه السلام ) : يا علقمة ، إن رضا الناس لا يملك ، وألسنتهم لا تضبط ، فكيف تسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحججه ( عليهم السلام ) ؟ ألم ينسبوا يوسف ( عليه السلام ) إلى أنه هم بالزنا ؟ ألم ينسبوا أيوب ( عليه السلام ) إلى أنه ابتلى بذنوبه ؟ ألم ينسبوا داود ( عليه السلام ) إلى أنه تبع الطير حتى نظر إلى امرأة أوريا فهواها ؟ وأنه قدم زوجها أمام التابوت حتى قتل ثم تزوج بها ؟ ألم ينسبوا موسى ( عليه السلام ) إلى أنه عنين وآذوه حتى برأه الله مما قالوا ، وكان عند الله وجيها ؟ ألم ينسبوا جميع أنبياء الله إلى أنهم سحرة طلبة الدنيا ؟ ألم ينسبوا مريم بنت عمران ( عليهما السلام ) إلى أنها حملت بعيسى من رجل نجار اسمه يوسف ؟ ألم ينسبوا نبينا محمدا ( صلى الله عليه وآله ) إلى أنه شاعر مجنون ؟ ألم ينسبوه إلى أنه هوى امرأة زيد بن حارثة فلم يزل بها حتى استخلصها لنفسه ؟ ألم ينسبوه يوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء ؟ حتى أظهره الله عز وجل على القطيفة وبرأ نبيه ( صلى الله عليه وآله ) من الخيانة ، وأنزل بذلك في كتابه : ( وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ) [1] ، ألم ينسبوه إلى أنه ( صلى الله عليه وآله ) ينطق عن الهوى في ابن عمه علي ( عليه السلام ) ؟ حتى كذبهم الله عز وجل ، فقال سبحانه : ( وما ينطق عن