نام کتاب : ينابيع المودة لذوي القربى نویسنده : القندوزي جلد : 1 صفحه : 451
بالعطش كما قتلوا عثمان عطشا ، فالتمس منهم أصحاب علي أن يسوغوا لهم شرب الماء ، فقالوا : لا والله ولا قطره حتى تموتوا عطاشا كما مات عطشا ابن عفان ، فلما رأى علي عليه السلام ذلك حمل بأصحابه على عسكر معاوية حملات كثيفة حتى أزالهم عن مراكز هم ، وملكوا الماء . فقال أصحاب على : نمنعهم من الماء يا أمير المؤمنين كما منعوك ومنعونا ، ولا نسقيهم منه قطرة ، وهم يموتون بالعطش ، فلا حاجة لنا إلى الحرب . فقال : لا والله لا أكافيهم بمثل فعلهم ، افسحوا لهم عن بعض الشريعة ففي حد السيف ما يغنى عن ذلك [1] . وأما جهاده في سبيل الله فمعلوم عند جميع الناس ، من المعلومات الضرورية . كالعلم بوجود مكة ومصر فقتل في بدر سبعون من المشركين ، قتل علي عليه السلام ستة وثلاثين منهم وقتل المسلمون والملائكة أربعة وثلاثين . وإذا رجعت إلى مغازي محمد بن الواقدي وتاريخ الأشراف ليحيى بن جابر البلاذري ومغازي محمد بن إسحاق المطلبي وغير هم علمت صحة ذلك ، دع من قتله في غيرها كأحد والخندق وحنين وخيبر [2] . وأما الفصاحة ، فهو عليه السلام إمام الفصحاء ، وسيد البلغاء . قال عبد الحميد بن يحيى : حفظت سبعين خطبة من خطب علي عليه السلام ففاضت ثم فاضت . وقال الأصبغ بن نباتة : حفظت من خطابة علي عليه السلام كنزا لا يزيده الانفاق إلا سعة وكثرة ، وحفظت مائة فصل من مواعظه عليه السلام .
[1] شرح النهج 1 / 22 - 24 . [2] شرح النهج 1 / 24 .
451
نام کتاب : ينابيع المودة لذوي القربى نویسنده : القندوزي جلد : 1 صفحه : 451