نام کتاب : ينابيع المودة لذوي القربى نویسنده : القندوزي جلد : 1 صفحه : 450
وقال مبغضه الذي يجتهد في عيبه معاوية بن أبي سفيان : لو ملك بيتا من تبر ذهب وبيتا من تبن لأنفد تبره قبل تبنه . وكان يكنس بيت المال ويصلى فيها ويقول : يا صفراء ويا بيضا غري غيري ولم يخلف ميراثا والدنيا كلها كانت بيده إلا الشام [1] . وأما الحلم والصفح ، فحيث ظفر يوم الجمل بمروان بن الحكم [ و ] كان أعدى الناس له وأشدهم بغضا فصفح عنه . وكان عبد الله بن الزبير يشتمه على رؤوس الاشهاد ، وخطب ابن الزبير يوم البصرة فقال : قد أتاكم الوغب [2] اللئيم علي بن أبي طالب ، فظفر يه يوم الجمل فأخذه أسيرا فصفح عنه وقال له : إذهب فلا أرينك ، وقال علي عليه السلام ما زال الزبير منا أهل البيت حتى نشأ ابنه المشؤوم عبد الله . وظفر بسعيد بن العاص بعد وقعة الجمل بمكة ، وكان له عدوا ، فأعرض عنه ولم يقل له شيئا . ولما ظفر بعائشة أم المؤمنين أكرمها وبعث معها إلى المدينة عشرين امرأة من نساء عبد القيس عممهن بالعمائم ، وقلدهن بالسيوف ، فلما وصلت المدينة ألقت النساء عمائمهن وقلن لها : نحن نسوة . ولما ظفر بأهل البصرة رفع السيف عنهم ونادى منادي : لا يتبع مول ، ولا يقتل جريح ولا أسير ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن ومن تحيز إلى عسكر الامام فهو آمن . ولم يأخذ أموالهم ولا سبى ذراريهم ، وتابع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم فتح مكة . ولما ملك عسكر معاوية شريعة الفرات وقالت رؤساء الشام لمعاوية : اقتلهم