responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ينابيع المودة لذوي القربى نویسنده : القندوزي    جلد : 1  صفحه : 452


وحسبك انه لم يدون لاحد من فصحاء الصحابة عشر مما دون له ، وكفاك في هذا الباب ما يقوله أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ في مدحه في كتاب البيان والتبين " ، وفي غيره من كتبه .
وأما سماحة الأخلاق ، وبشرى الوجه وطلاقته ، والتبسم ، فهو المضروب به المثل .
قال صعصعة بن صوحان وغيره من شيعته وأصحاب : كان فينا كأحدنا ، لين .
جانب ، وشدة تواضع ، وكنا نهاب منه مهابة الأسير من السياف الواقف [1] على رأسه [2] .
وأما الزهد في الدنيا ، فهو سيد الزهاد ، ما شبع من طعام قط ، وكان أخشن الناس مأكلا وملبسا .
قال عبد الله بن أبي رافع : دخلت إليه يوم العيد فقدم جرابا مختوما فيه خبز شعير يابس مرضوض فأكل .
فقلت : فكيف تختمه ؟ .
قال : خفت هذين الولدين أن يليناه بسمن أو زيت .
وكان ثوبه مرقوعا بجلد تارة ، وبليف أخرى ، وكان نعلاه من ليف ويلبس الكرباس [3] الغليظ فإذا وجد كمه طويلا قطعه . وأدامه خل أو ملح ، فان ترقى عن ذلك فببعض نبات الأرض ، فان ارتفع عن ذلك فبقليل من ألبان الإبل ، ولا يأكل اللحم إلا قليلا ، ويقول : لا تجعلوا بطونكم مقابر الحيوان .
وهو الذي طلق الدنيا وكانت الأموال تجئ إليه من جميع بلاد الاسلام إلا من



[1] في ( أ ) : " الواقع " .
[2] شرح النهج 1 / 25 .
[3] الكرباس - بالكسر - : ثوب من القطن الأبيض ( معرب ) .

452

نام کتاب : ينابيع المودة لذوي القربى نویسنده : القندوزي    جلد : 1  صفحه : 452
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست