ألا يتقون الله أن يمنعوننا * الفرات وقد يروي الفرات الثعالب وقد وعدونا الأحمرين فلم نجد * لهم أحمرا إلا قراع الكتائب [1] إذا خفقت راياتنا طحنت لها * رحى تطحن الأرحاء والموت طالب [2] فتعطى إله الناس عهدا نفي به * لصهر رسول الله حتى نضارب وكان بلغ [ أهل ] الشام أن عليا جعل للناس إن فتحت الشام أن يقسم بينهم البر والذهب - وهما الأحمران [3] - وأن يعطيهم خمسمائة كما أعطاهم بالبصرة [4] ، فنادى منادي أهل الشام [5] ، يا أهل العراق [ لماذا نزلتم بعجاج من الأرض [6] ؟ نحن أزد شنوءة لا أزد عمان . يا أهل العراق ] : لا خمس إلا جندل الإحرين [7] * والخمس قد يحمل الأمرين [8]
[1] الأحمران ، سيأتي تفسيرهما بعد الشعر . [2] الأرحاء ، هاهنا : القبائل المستقلة ، واحدتها رحى . [3] فسرا في المعاجم بأنهما اللحم والخمر ، أو الذهب والزعفران . أما تفسيرهما بالبر والذهب فلم أجده إلا هاهنا . وفي ح : " التبر والذب " ولا إخال " التبر " إلا تحريفا . [4] لما فرغ على من بيعة أهل البصرة بعد وقعة الجمل نظر في بيت المال فإذا فيه ستمائة ألف وزيادة ، فقسمها على من شهد معه ، فأصاب كل رجل منهم خمسمائة خمسمائة ، وقال : لكم إن أظفركم الله عز وجل بالشام مثلها إلى أعطياتكم ، انظر الطبري ( 4 : 223 ) . [5] في اللسان ( حرر ) : " أنشد ثعلب لزيد بن عتاهية التميمي ، وكان زيد المذكور لما عظم البلاء بصفين قد انهزم ولحق بالكوفة . . . . فلما قدم زيد على أهله قالت له ابنته : أين خمس المائة ؟ فقال : إن أباك فر يوم صفين * لما رأى عكا والأشعريين وقيس عيلان الهوازنيين * وابن نمر في سراة الكنديين وذا الكلاع سيد اليمانين * وحابسا يستن في الطائيين قال لنفس السوء هل تفرين * لا خمس إلا جندل الإحرين والخمس قد جشمك الأمرين * جمزا إلى الكوفة من قنسرين " . [6] العجاج ، أراد به الأرض الخبيثة . وأصل العجاج من الناس الغوغاء والأراذل ومن لا خير فيه . [7] لا خمس ، أراد لا خمسمائة . والجندل : جمع جندلة ، وهي الحجارة يقلها الرجل . والإحرين بكسر أوله وفتح ثانيه : الحرار من الأرض ، كأنها جمع إحرة ، ولم يتكلموا بهذه . وهي من ملحقات الجمع السالم كالإوزين والأرضين والسنين . والحرار : جمع حرة ، وهي أرض ذات حجارة سود نخرات . والمعنى : ليس لك اليوم إلا الحجارة والخيبة . [8] الأمرين : الشعر والأمر العظيم ، يقال بكسر الراء وفتحها ، كما في القاموس .