أنه ( ع ) سائر إلى روح الله ورضوانه ، دعا بابنه أبي الحسن علي الهادي ( ع ) ونص عليه بمحضر جماعة من خواص شيعته ومواليه وثقاته ، وسلم إليه ما كان عنده من مواريث الأنبياء ثم قال : إن الإمام بعدي علي ( ع ) ، أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي وطاعة الله ، ثم سكت . فقلت يا بن رسول الله فمن الامام بعده ؟ قال : الحسن ابنه قلت : فمن الامام بعد الحسن ( ع ) ؟ فبكى ( ع ) بكاء شديدا ثم قال : بعد الحسن ابنه المهدي ( ع ) القائم بالحق المنتظر ، فقلت له : يا بن رسول الله ولم سمي القائم ؟ فقال : ألا إنه يقوم بالامر بعد فوت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته ، قلت : ولم سمي المنتظر ؟ فقال : ( ع ) لأنه ( ع ) له غيبة تكثر أيامها وتطول مدتها ، وينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ، ويستهزئ بذكره الجاحدون ، ويكذب به المنافقون ، ويهلك المستعجلون وتهلك فيه المسلمون . وروى الخيزراني عن أبيه أنه كان يلزم باب أبي جعفر للخدمة التي كان وكل بها ، وكان أحمد بن محمد بن عيسى يحيى في سحر كل ليلة ليعرف خبر علة أبي جعفر ( ع ) ، وكان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر ( ع ) وبين أبيه ( ع ) إذا حضر قام أحمد وخلا به ، فخرجت ذات ليلة وقام أحمد عن المجلس وخلا أبي بالرسول ، واستدار أحمد فوقف يسمع الكلام ، فقال الرسول لأبي : إن مولاك يقرؤك السلام ويقول لك : إني ماض والامر سائر إلى ابني علي ( ع ) ، وله عليكم ما كان لي عليكم بعد أبي ، ثم مضى الرسول ورجع أحمد إلى موضعه وقال لأبي : ما الذي قال لك ؟ قال : خيرا قد سمعت ما قال فلا تكتمه ، وأعاد ما سمع فقال له أبي : قد حرم الله عليك ما فعلت لان الله تبارك وتعالى يقول ( ولا تجسسوا ) [1] فاحفظ الشهادة لعلنا نحتاج إليها يوما وإياك أن تظهرها إلى وقتها ، فلما أصبح أبي كتب نسخة الشهادة والرسالة في