responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأئمة نویسنده : من علماء البحرين والقطيف    جلد : 1  صفحه : 199


غيبه أحدا ، فكيف ادعى ذلك ؟ فقال أبي ( ع ) : إن الله جل ذكره أنزل على نبيه كتابا بين فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) [1] وفي قوله تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شئ ) [2] وأوحى الله تعالى إلى نبيه ( ص ) أن لا يبقي في غيبه وعلمه وسره ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا ( ع ) ، فأمره أن يؤلف [3] القرآن من بعده ويتولى غسله وتكفينه وتحنيطه من دون قومه وقال لأصحابه : حرام على أصحابي وأهلي أن ينظروا إلى عورتي غير أخي علي ( ع ) فإنه مني وأنا منه ، له ما لي وعليه ما علي ، وهو قاضي ديني ومنجز عداتي ووعدي . ثم قال لأصحابه : إن علي بن أبي طالب ( ع ) يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت أنا على تنزيله ، ولم يكن عند أحد تأويل القرآن بكماله وتمامه إلا عند علي ( ع ) ولذلك قال رسول الله : أقضاكم علي ( ع ) أي هو قاضيكم ، وقال عمر : لولا علي ( ع ) لهلك عمر ، يشهد له عمر ويجحد غيره .
فأطرق هشام طويلا ثم رفع رأسه فقال : سل حاجتك فقال : خلفت عيالي وأهلي مستوحشين لخروجي ، فقال قد آنس الله وحشتهم برجوعك إليهم ولا تقم ، سر من يومك إليهم ، فاعتنقه أبي ( ع ) ودعا له ، وفعلت أنا كفعل أبي ( ع ) ، ثم نهض ونهضت معه وخرجنا إلى بابه ، وإذا ميدان ببابه وفي آخر الميدان أناس قعود وعدد كثير فقال أبي : من هؤلاء ؟ فقيل : هؤلاء القسيسون والرهبان وهذا عالم لهم يقعد لهم في كل سنة مرة يوما واحدا يستفتونه فيفتيهم ، فلف أبي ( ع ) عند ذلك نفسه بفاضل ردائه ففعلت أنا كفعل أبي ، فأقبل نحوه وقعد وقعدت وراءه ورفع الخبر إلى هشام ، فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر ما يصنع أبي ( ع ) ، فأقبل وأقبل عدد من المسلمين فأحاطوا بنا



[1] سورة النحل ، الآية : 89 .
[2] سورة الأنعام ، الآية : 38 .
[3] يؤلف : يجمع .

199

نام کتاب : وفيات الأئمة نویسنده : من علماء البحرين والقطيف    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست