responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وفيات الأئمة نویسنده : من علماء البحرين والقطيف    جلد : 1  صفحه : 11


مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين ابن عمه محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ، اهبطا إليه واحرساه من عدوه . فهبطا إليه وجلس جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، وجبرائيل يمسح عليه بجناحيه ويقول : بخ بخ لك يا ابن أبي طالب من مثلك ، وقد باهى الله بك الملائكة ، فنزل قوله تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد ) [1] وأحاط القوم ببيت رسول الله ، يقذفوه بالحجارة ليخرج إليهم رسول الله ( ص ) ليقتلوه ، غير شاكين أنه على فراشه ، فلما قرب الصبح انتضوا أسيافهم وهجموا عليه ، فخرج لهم أمير المؤمنين ، فتفرقوا عنه ، ثم تهيأ للخروج للمدينة ، بعد رد الودائع وأداء الديون .
فلما وصل ( ع ) المدينة ، استقبله رسول الله ( ص ) وضمه إلى صدره ، وقبله وهو يقول : من مثلك يا أبا الحسن ، وقد وفيت بعهد الله وأنجزت وصية رسول الله ، ووقيته بنفسك ، أنت مني بمنزلة هارون من موسى .
ولله در من قال :
[ والله ما يهواك إلا مؤمن * بر ولا يقلوه إلا ملحد ] [ صهر النبي ونفسه وأمينه * ووليه المتعطف المتودد ] [ فالدين والاشراك لولا سيفه * ما قام ذا شرفا وهذا يقعد ] [ من لم يدر وجها إلى صنم ولا * للات والعزى قديما يسجد ] [ ومبيته فوق الفراش مجاهدا * بمهاد خير المرسلين يمهد ] [ رجلا يتيه به الفخار مفاخرا * ويسود إذا يعزا إليه السؤدد ] قال : وكان منطقه وتاجه ، وبه أظهر الله كواكبه ، وأمد سراجه ، حتى غدا غسق ليله فلقا من صباحه ، وعاد من هشيم مرتعه يقهقه بوروده واقاحه ، فلو تفكروا بعقول فارغة ممن شواغل الحسد والأضغان ، لعلموا مكان هذه الفدية



[1] سورة البقرة ، الآية : 207 .

11

نام کتاب : وفيات الأئمة نویسنده : من علماء البحرين والقطيف    جلد : 1  صفحه : 11
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست