رجع إلى مكة ومعه أبو بكر وبلال [1] ؟
لقد صرح الذهبي : إن بلالا لم يكن قد ولد في ذلك الوقت [2] ، وكلامه واضح المأخذ ، فإن بلالا إن كان قد توفي سنة 21 أو 25 أو 28 من الهجرة [3] وهو ابن ثلاث وستين سنة فلا يكون قد ولد وقت الحادثة التي كانت قبل ثلاثين سنة من البعثة أي قبل حوالي ثلاث وأربعين سنة من الهجرة .
وعلى فرض وجود بلال وأبي بكر معه " صلى الله عليه وآله " فإنه لا يمكننا قبول صدور الأمر من أبي بكر لبلال كما هو ظاهر الرواية وذلك لأنه لم يدع أحد من المؤرخين ملكية أبي بكر لبلال آنذاك ولا يصح ما أشار إليه البعض من أنه يمكن أن يكون سيد بلال - وهو أمية بن خلف - قد أرسله في ذلك الأمر ، فأذن أبو بكر لبلال في العود مع النبي " صلى الله عليه وآله " ليكون خادما ويستأنس به ويأمن به اعتمادا على رضا سيده بذلك ، إذ ليس من لازم إرساله أن يكون مملوكا له [4] . ذلك أن سيد بلال - سواء أكان أمية بن خلف أو عبد الله بن جذعان ( 5 ) - لن يرسل طفلا صغيرا في سفر طويل يفقده الحضانة والرعاية التي يحتاجها ، ولن يفوض أمره إلى صبي لا يتجاوز عمره عشر سنين دون أعيان التجار ووجهاء قريش وشيوخها ، ثم

[1] راجع : السيرة النبوية لدحلان ص 94 .
[2] تاريخ الإسلام للذهبي ج 2 ص 28 .
[3] راجع في كل ما تقدم : حياة الحيوان للدميري ج 2 ص 275 ، وتاريخ الخميس ج 1 ص 259 ، وراجع : السيرة الحلبية ج 1 ص 120 . ( 3 ) راجع : السيرة الحلبية ج 1 ص 121 .
[4] راجع : السيرة الحلبية ج 1 ص 297 و 298 .

215