فخرج وهو مغضب يجر رداء ورداء وراء وهو يقول : يا معشر الموالي ، إن هؤلاء قد صيروكم بمنزلة اليهود والنصارى ، يتزوجون إليكم ولا يزوجونكم ، ولا يعطونكم مثل ما يأخذون ، فاتجروا بارك الله لكم ، فإني قد سمعت رسول الله " صلى الله عليه وآله " يقول : الرزق عشرة أجزاء ، تسعة أجزاء في التجارة . . وواحد في غيرها [1] .
وكيف لا يغضب أمير المؤمنين " عليه السلام " وهو يرى العرب ينقضون عهد رسول الله " صلى الله عليه وآله " لسلمان وبلال .
وتتضح الحكمة في إصراره الشديد على بني البكير ليزوجوا أختهم من بلال .
ويلحظ من كلام أمير المؤمنين " عليه السلام " أمر آخر يضاف إلى التمييز العنصري ألا وهو التمييز الاجتماعي الذي يمس المعايير الأساسية التي وضعها رسول الأكرم " صلى الله عليه وآله " .
وهنا تكمن خلفية دعوة أمير المؤمنين " عليه السلام " الموالي إلى الإتجار ، حيث يتضح أن العرب كانوا يعيبون الموالي بفقرهم وضيق ذات يدهم .

[1] بحار الأنوار ج 42 ص 160 ، والكافي ج 5 ص 318 و 319 ( باب النوادر والحكم من كتاب المعيشة ح 59 ) ، وراجع : نفس الرحمن ص 165 .

134