نام کتاب : هذا هو بلال نویسنده : الشيخ نبيل قاووق جلد : 1 صفحه : 135
وتبرز دعوة الإمام علي " عليه السلام " إلى الإتجار كردة فعل علاجية تهدف إلى المساهمة بإلغاء الفوارق القائمة وإسقاطها بعدما جوبه " عليه السلام " بإصرار العرب وتعنتهم ( أبينا ذلك يا أبا الحسن ) وبعدما يئس من تجاوبهم وإذعانهم . ومن الطبيعي : أن يغضب أمير المؤمنين " عليه السلام " صونا لدينه الإلهي ، من هؤلاء الذين سرعان ما انقلبوا وهبوا إلى جاهليتهم ، وارتدوا على أعقابهم . فعملوا بسنن الجاهلية التي حاربها النبي " صلى الله عليه وآله " غافلين عن تلك القيم العظيمة التي هي من جوهر الإسلام ومن دعائمه الأساسية . ويشير عمر بن الخطاب إلى هذه السياسة التي سادت بعد النبي " صلى الله عليه وآله " ، فيقول في آخر سنيه : إن عشت هذه السنة ساويت بين الناس فلم أفضل أحمر على أسود ولا عربيا على عجمي [1] . إن إشارة ( عمر ) إلى نيته العمل بالمساواة بين الناس تدل على حجم الأزمة التي عمقت التمايز والاختلاف بين أبناء الدين الواحد ، ومست المداميك الأساسية التي جاء بها الإسلام وقام عليها . كما أن إعلانه عن نيته الكف عن المفاضلة بين الأحمر والأسود والعربي والعجمي يشير إلى أن سياسة التمييز العنصري والاجتماعي لم تنحصر وتمارس من فئة معينة من الناس وحسب ، وإنما كانت سياسة الطبقة الأولى من الحكام ، وأنهم قد مارسوها على نطاق واسع ، هو ما