يتكلمون بلسان توحيده ويؤثرون الصدق في كل موقع وموقف . .
وقليل من يفهم هذا المنطق ويعيه ويقوى عليه ، لأن من نسي الله وابتعد عن ساحة توحيده يفقد الرادع المؤثر في ملازمة الصدق وتجنب الكذب وهذا بخلاف من اتصل قلبه بنور التوحيد ورأى الله في كل شيء وظهرت له آيات التوحيد في كل المخلوقات ، فإنه لا يعرف إلا الصدق في القول والعمل .
وبلال من أولئك الموحدين المخلصين ، قد قذف الله في قلبه نور التوحيد فكان لسانه الصدق ومنطقه الصواب ، يعيش الغيب مع الواقع ويجسد إيمانه في أفعاله وأعماله وحتى في كلامه .
فكلماته المتقدمة نابعة من قلب مغمور ببحر توحيده سبحانه ، تنفذ إلى أعماق القلوب وتحاكي فطرة السامع وتعيده إلى لحظة صدق يعيش فيها الواقع كما هو ، وتأخذ به إلى عالم طافح بذكر الله تبارك وتعالى . فهو يعتبر هدايته بعد الضلال وحريته بعد العبودية وغناه بعد فقره هبات من عند الله مصدر الخيرات والمحيط بكل شيء والمطلع على السرائر ، والوقف على ما في الضمائر .
وتراه مطمئنا لا يعيش القلق قط ، فإن زوجوه حمد الله على هذه النعمة ، وإن ردوده فإن الله سبحانه أكبر من كل ثناء وحمد ، أكبر من أن يوصف بقدرته وقوته وسلطانه فهو القادر على أن يفعل ما يشاء ولا أحد يستطيع ذلك غيره .
النبي ( صلى الله عليه وآله ) يزوج بلالا :
جاء في كتب التاريخ : أن بني البكير جاؤوا إلى رسول الله " صلى الله

129