نام کتاب : هذا هو بلال نویسنده : الشيخ نبيل قاووق جلد : 1 صفحه : 130
عليه وآله " وهم من بني كنانة ، فقالوا له : زوج أختنا فلانا . فقال لهم : فأين أنتم عن بلال ؟ ثم جاؤوا الثانية ، فقالوا : يا رسول الله أنكح أختنا فلانا . فقال : أين أنتم عن بلال ، أين أنتم عن رجل من أهل الجنة ؟ فأنكحوه [1] . وليس هذا الموقف منه " صلى الله عليه وآله " إلا مظهرا من مظاهر اهتمامه بشؤون بلال ، ويكشف عن رغبة أكيدة في تزويجه ، وقد رأى فيه من الإيمان والتقوى وحسن الخلق ما جعل له الجنة ثوابا ومآبا . وعلى الرغم من الرغبة التي أظهرها النبي " صلى الله عليه وآله " في شأن بلال إلا أن بني البكير لم يستجيبوا في البداية لرغبته " صلى الله عليه وآله " وأعرضوا عن تزويجه ربما لتأثير رواسب الجاهلية فيهم ، وهل ما منعهم من ذلك هو عبودية وفقره أو أنهم لم يروه كفؤا بسبب لونه أو عرقه ، فكان النبي " صلى الله عليه وآله " يكرر على مسامعهم أين أنتم من بلال ؟ ! ولما جاؤوه للمرة الثالثة ولم يذعنوا لما أشار عليهم به ، قال لهم " صلى الله عليه وآله " : أين أنتم عن رجل من أهل الجنة ؟ ! وقد كانت مفاهيم الجاهلية متغلغلة في مجتمع شبه الجزيرة العربية إلى أبعد الحدود ، وكان القضاء عليها من الصعوبة بمكان فلا يمكن مواجهتها
[1] أنساب الأشراف ج 1 ص 190 ، وراجع : الطبقات الكبرى ج 3 ص 602 ، وتهذيب تاريخ دمشق الكبير ج 3 ص 314 ، وأعيان الشيعة ج 3 ص 602 .
130
نام کتاب : هذا هو بلال نویسنده : الشيخ نبيل قاووق جلد : 1 صفحه : 130