نام کتاب : نور الأمير ( ع ) في تثبيت خطبة الغدير نویسنده : أمير التقدمي المعصومي جلد : 1 صفحه : 549
وَعَلَى المُؤمِنِين ) [1] أتعلم مَن المؤمنون الذين أراد الله في هذا الموضع ؟ قلت : لا أدري يا أمير المؤمنين . قال : الناس جميعاً انهزموا يوم حُنين ، فلم يبق مع رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) إلاّ سبعة نفر من بني هاشم : عليٌّ يضرب بسيفه بين يدي رسول الله ، والعبّاس آخذ بلجام بغلة رسول الله ، والخمسة محدقون به خوفاً من أن يناله من جراح القوم شيء ، حتّى أعطى الله لرسول الظفر ؛ فالمؤمنون في هذا الموضع عليّ خاصة ، ثمّ من حضره من بني هاشم . قال : فمن أفضل : من كان مع رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) في ذلك الوقت ، أم من انهزم عنه ولم يره الله موضعاً ليُنزلها عليه ؟ قلت : بل من أُنزلت عليه السّكينة ؟ قال : يا إسحاق ، من أفضل : من كان معه في الغار أم من نام على فراشه ووقاه بنفسه ، حتّى تمّ لرسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) ما أراد من الهجرة ؟ إنّ الله تبارك وتعالى أمر رسوله أن يأمر عليّاً بالنوم على فراشه وأن يقيَ رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) بنفسه ، فأمره رسول الله بذلك . فبكى عليّ ( رضي الله عنه ) ؛ فقال له رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) : « ما يُبكيك يا علي أجزعاً من الموت » ؟ قال : « لا والذي بعثك بالحقّ يا رسول الله ، ولكن خوفاً عليك ، أفتسلم يا رسول الله » ؟ قال : « نعم » . قال : « سمعاً وطاعة وطيبة نفسي بالفداء لك يا رسول الله » . ثمّ أتى مضجعه واضطجع وتسجّى بثوبه ؛ وجاء المشركون من قريش فحفّوا به لا يشكّون أنّه رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) ، وقد أجمعوا أن يضربه من كلّ بطن من بطون قريش رجلٌ ضربةً بالسيف لئلاّ يطلب الهاشميون من البطون بطناً بدمه ، وعليّ يسمع ما القوم فيه من تلف نفسه ، ولم يدعه ذلك إلى الجزع - كما جزع صاحبه في الغار - ولم يزل عليّ صابراً محتسباً ؛ فبعث الله ملائكته فمنعته من مشركي قريش حتّى أصبح ، فلمّا أصبح قام فنظر القوم إليه فقالوا : أين محمّد ؟ قال : « وما علمي