392 - عن سعيد ، عن أبيه قال : كنت بين يدي [ علي ] أمير المؤمنين ( رضي الله عنه ) واقفاً على طرف مسجد رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله وبارك وسلم - بعد وفاته ، فخرج أمير المؤمنين ( رضي الله عنه ) وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن أسود الكندي وعمّار بن ياسر وخزيمة بن ثابت وأبو دجانة - وفرس رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله وسلم - مسرّج ملجم واقف على باب المسجد - و [ كان ] أمير المؤمنين علي ( رضي الله عنه ) [ متردّياً ] برداء رسول الله - صلّى الله عليه وعلى آله وسلم - متقلّداً بسيفه متختّماً بخاتمه ، وجماعة كثيرة من كبار الصحابة على باب المسجد ، فقال أمير المؤمنين لأحدهم : « اركب » ، فدنا من الفرس ليركبه ، فدمعت عينا الفرس حتّى سالت دموعه وأدار كفله فرمحه فانقلب مستلقياً على قفاه ، ثمّ حمحم الفرس مهمهماً مع أمير المؤمنين ودمعه يسيل ، فضجّ القوم بالبكاء ، وأنشد عليه أبو ذر الغفاري أن يخبرهم بما قال الفرس في حمحمته . فقال ( عليه السلام ) : « يقول : ما علمت أنّي فرس النبي - صلّى الله عليه وآله وبارك وسلم - الذي اشتراه لنفسه خاصّة ، وما استوى على متني غير نبي الله ثمّ وصيّه » . فقال القوم بأجمعهم : نشهد أن لا إله إلاّ الله العلي الأعلى ، وأنّ محمّداً نبيّه المصطفى ، وأنّك وصيّه المرتضى ، ثمّ قال ( عليه السلام ) : « يا عمّار ويا سلمان ، أذكرا يوم الغدير إذ دعاكما رسول الله - صلّى الله عليه وآله وبارك وسلّم - فقال : « تمسّكا بحبل موالاة علي فإنّه العروة الوثقى والحبل المتين والمودّة الصحيحة المنجحة » .
ثمّ ركب الفرس وجماعة من الأولياء معه حتّى جاوز الجَبّانة وبلغ بقعة صافية فقال - رضوان الله تعالى عليه - : « احتفروا ههنا » ، فاحتفر سلمان فأخرج صحيفة من صفر مكتوب عليها ثلاثة أسطر لا ندري بأي لغة هي مكتوبة ، فقلنا : أنت أعرف بقرائتها يا أمير المؤمنين لأنّك وصيّ نبيّنا . قال ( عليه السلام ) : « إنّها لصحيفة دفنت هيهنا من لدن عهد آدم إلى هذا اليوم ، وفي السطر الأوّل مكتوب : ( بِسْمِ اللهِ

319