responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نور الأمير ( ع ) في تثبيت خطبة الغدير نویسنده : أمير التقدمي المعصومي    جلد : 1  صفحه : 303


وعاد من عاداه » ، وهذا كلّه يدلّ على ما قلناه من تقدّمه في الدين وتفضيله على العالمين ، واختاره لعلمه بأنّه لا يكون منه تغيير ولا تبديل وأنّ حاله واحدة متّصلة عداوته بعداوة الله وولايته بولاية الله كما اتّصل ذلك من النبي ( عليه السلام ) ؛ [ وقد ذكرنا ذلك ] لتعلموا أنّ النظر في الحديث يوجب أنّ النبي إنّما أراد بهذا الحديث إبانة علي ( رضي الله عنه ) من المؤمنين جميعاً وإعلامهم أنّ منزلته في التفضيل عليهم والتقدّم لهم بمنزلته ( عليه السلام ) .
ففكّروا في هذا الحديث فما أبينَ دلائله وأوضح حجّته وتأكيده وما أعجبَ قوّته عند النظر فيه من جميع أسبابه ومعانيه ، وفكّروا أيضاً في قول عمر له عند ما سمع هذا الحديث : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة . فهذا حديث يؤكّد بعضه بعضاً ويشهد بشهادة واحدة وينفى تحريف الشاكّين والمقصّرين ويوجب قول أهل العلم واليقين [1] .
وقال ابن طلحة - بعد ذكر معاني لفظة المولى نحو ما ذكره سبط ابن الجوزي - : وإذا كانت واردة لهذه المعاني فعلى أيّهما حملت : إمّا على كونه أولى كما ذهب إليه طائفة ، أو على كونه صديقاً حميماً ، فيكون معنى الحديث : من كنت أولى به أو ناصره أو وارثه وعصبته أو حميمه أو صديقه فإنّ عليّاً منه كذلك ، وهذا صريح في تخصيصه لعليّ بهذه المنقبة العليّة وجعله لغيره كنفسه بالنسبة إلى من دخلت عليهم كلمة « مَن » التي هي للعموم بما لم يجعله لغيره .
وليعلم أنّ هذا الحديث هو من أسرار قوله تعالى في آية المباهلة : ( قُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ) [2] والمراد نَفْس عليّ -



[1] « المعيار والموازنة » 210 - 212 .
[2] آل عمران : 61 .

303

نام کتاب : نور الأمير ( ع ) في تثبيت خطبة الغدير نویسنده : أمير التقدمي المعصومي    جلد : 1  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست