نام کتاب : نور الأمير ( ع ) في تثبيت خطبة الغدير نویسنده : أمير التقدمي المعصومي جلد : 1 صفحه : 304
على ما تقدّم - فإنّ الله تعالى لمّا فرّق بين نفس رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) وبين نفس عليّ وجمعهما بضمير مضاف إلى رسول الله أثبت رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) لنفس علي بهذا الحديث ما هو ثابت لنفسه على المؤمنين عموماً فإنّه ( صلّى الله عليه وسلّم ) أولى بالمؤمنين وناصر المؤمنين وسيّد المؤمنين ، وكلّ معنىً أمكن إثباته ممّا دلّ عليه لفظ المولى لرسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) فقد جعله لعليّ ، وهي مرتبة سامية ، ومنزلة سامقة ، ودرجة عليّة ، ومكانة رفيعة ، خصّصه بها دون غيره ، فلهذا صار ذلك اليوم يومَ عيد وموسمَ سرور لأوليائه [1] . وأضف إلى ذلك كلّه قولَ عمر : أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ؛ وكلامه هذا يصرّح بوضوح أنّ النّبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد أظهر وأثبت ذلك اليوم لعلي ( عليه السلام ) مقاماً غير المحبّة والنصرة - إذ هما ثابتتان له ولجميع المؤمنين قبلُ - ، وليس إلاّ أنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عيّن عليّاً ( عليه السلام ) لخلافته ووصايته . ولعمر مواقف غير هذا أذعن فيها بالحقّ وأثبت لأمير المؤمنين المولويّة لنفسه ولجميع المؤمنين ، وأنّ من لم يكن عليّ مولاه فليس بمؤمن : 371 - عن عمر - وقد جاءه أعرابيّان يختصمان - فقال لعلي : إقض بينهما يا أبا الحسن ؛ فقضى عليّ بينهما . فقال أحدهما : هذا يقضي بيننا ؟ فوثب إليه عمر وأخذ بتلبيبه وقال : ويحك ! ما تدري من هذا ؟ هذا مولاي ومولى كلّ مؤمن ، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن [2] .
[1] « مطالب السؤول » 16 الباب الأوّل ، الفصل الخامس ( في محبّة الله وتعالى ورسوله ( صلّى الله عليه وسلّم ) له ) . [2] « ذخائر العقبى » 68 ؛ « الرياض النضرة » 2 / 224 الباب الرابع ، الفصل السادس ؛ « مناقب الإمام أمير المؤمنين » 2 / 386 ح 861 ؛ « جواهر العقدين » القسم الثاني 328 الثالث عشر ( ذكر ما درج عليه السلف ) ؛ « جواهر المطالب » 1 / 86 الباب 13 ( في أنّه مولى مَن النبيُّ ( صلّى الله عليه وسلّم ) مولاه ) ؛ « شواهد التنزيل » 1 / 349 ح 362 ؛ « سمط النجوم العوالي » 3 / 36 ح 36 ؛ « المناقب » للخوارزمي 160 ح 191 و 192 الفصل الرابع عشر ؛ « الصواعق المحرقة » 179 الباب الحادي عشر ، الفصل الأوّل ، المقصد الخامس .
304
نام کتاب : نور الأمير ( ع ) في تثبيت خطبة الغدير نویسنده : أمير التقدمي المعصومي جلد : 1 صفحه : 304