بشجرات ، فقممن - بوادي خم - وهجر فخطب الناس فقال : « أمّا بعد ، أيّها النّاس ، فإنّي مقبوض أوشك أن اُدعى فأجيب ، فما أنتم قائلون » ؟ قالوا : نشهد أنّك بلّغت ونصحت وأدّيت . قال : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » [1] .
319 - عن زيد بن أرقم قال : قام فينا رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) بواد بين مكّة والمدينة يُدعى خماً خطيباً ، فقال : « إنّما أنا بشر أوشك أن أدعى فأجيب ؛ ألا وإنّي تارك فيكم الثقلين : أحدهما كتاب الله عزّ وجلّ ، حبلٌ من اتّبعه كان على الهدى ، ومن تركه كان على الضلالة ، وأهلَ بيتي ، أُذكّركم الله في أهل بيتي » - ثلاث مرّات - [2] .
320 - عن أبي رافع مولى النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) قال : لما نزل رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) غدير خم بمصدره من حجة الوداع قام خطيباً بالناس بالهاجرة فقال : « أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم الثقلين : الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، فأمّا الثقل الأكبر فبيد الله طرفُه ، والطرف الآخر بأيديكم وهو كتاب الله إن تمسّكتم به فلن تضلّوا أبداً ولن تذلّوا أبداً ، وأمّا الثقل الأصغر فعترتي أهل بيتي ، إنّ الله [ الذي ] هو الخبير أنبأني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض - والحوض عرضه ما بين بُصرى وصنعاء ، فيه من الآنية

[1] « جواهر العقدين » القسم الثاني 83 الرابع ( ذكر حثّه ( صلّى الله عليه وسلّم ) الأُمّة على التمسّك بهما ) ؛ « وسيلة المآل » 110 الباب الأول ، وقال فيه : أخرجه ابن عقدة في « الموالاة » .
[2] « كنز العمّال » 13 / 641 ح 37621 ؛ « مناقب الإمام أمير المؤمنين » 2 / 407 ح 888 ، نحوه ؛ « مشكاة المصابيح » 3 / 1732 ح 6131 كتاب المناقب ، باب مناقب أهل بيت النّبيّ ( صلّى الله عليه وسلّم ) ح 6 ، « مرقاة المفاتيح » 10 / 516 - 518 ح 6140 ؛ حاشية الحَفْني على « الجامع الصغير » ، « السراج المنير » 1 / 344 ؛ « توضيح الدلائل » الورقة 314 القسم الثالث ، الباب الأوّل .

267