سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما : الثقل الأكبر كتاب الله عزّ وجلّ ، سببٌ طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلّوا ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي ؛ فإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض » [1] .
317 - الوليد بن صالح ، عن امرأة زيد بن أرقم قالت : أقبل نبيّ الله من مكّة في حجّة الوداع ، حتّى نزل ( صلّى الله عليه وسلّم ) بغدير الجحفة بين مكّة والمدينة ، فأمر بالدّوحات فقمّ ما تحتهنّ من شَوك ، ثمّ نادى : « الصلاة جامعة » . فخرجنا إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) في يوم شديد الحَرّ ، وإنّ منّا لَمن يضع رداءه على رأسه وبعضه على قدميه من شدّة الرّمضاء ، حتّى انتهينا إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) فصلّى بنا الظّهر ، ثمّ انصرف إلينا فقال : « الحمد لله ، نحمده ونستعينه ، ونؤمن به ونتوكّل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن ضلّ ، ولا مضلّ لمن هدى ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله . أمّا بعد ، أيّها النّاس ، فإنّه لم يكن لنبيّ من العمر

[1] « كنز العمّال » 1 / 188 ح 958 ؛ « جواهر العقدين » القسم الثاني 78 الرابع ( ذكر حثّه ( صلّى الله عليه وسلّم ) الأُمّة على التمسّك بهما ) ؛ « نزل الأبرار » 50 الباب الأوّل ؛ « المعجم الكبير » 3 / 180 ح 3052 ؛ « مجمع الزوائد » 9 / 164 ؛ « البداية والنهاية » 7 / 362 حوادث سنة 40 ( شيء من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) ؛ « الصواعق المحرقة » 43 الباب الأوّل ، الفصل الخامس ؛ « إستجلاب إرتقاء الغرف » الورقة 22 ( باب وصية النبي ( صلّى الله عليه وسلّم ) ) ؛ « مفتاح النجاء » الورقة 44 - 45 الباب الثالث ، الفصل الرابع عشر ( في علمه ) . ولا يخفى أنّ سياق الفصل الخامس عشر ( في ولايته ) وأحاديثه يقتضي أن يكون الحديث في هذا الفصل ولا علاقة بينه وبين الفصل الرابع عشر ، وأظنّ قويّاً أنّ الخلط من الناسخ ، فراجع ؛ « وسيلة المآل » 228 - 229 الباب الرابع ؛ « الصراط السويّ » الورقة 34 ؛ « معارج العلى » 32 - 33 المعراج الثاني .

265