نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 579
يقول : علي مع الحق والحق مع علي يميل معه حيث مال . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : وأيم الله لو فعلتم ذلك إذا لما كنتم إلا جربا ، ولكنتم كالمحل في الزاد وكالكحل في العين ، وأيم الله لو فعلتم ذلك إذ لأتيتموني شاهرين سيوفكم مستعدين للحرب والقتال لما أتوني فقيل لي : تبايع وإلا قتلناك ، فلم أجد بدا من أن أمنع القوم عن نفسي ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله أوعد إلي قبل وفاته وقال : يا أبا الحسن إن الأمة من بعدي ستغدرك وتنقض عهدي ، فإنك مني بمنزلة هارون من موسى ، وإن الأمة من بعدي بمنزلة هارون ومن تبعه وبمنزله السامري ومن تبعه . فقلت : يا رسول الله فما تعهد إلي إذا كان ذلك ؟ فقال عليه السلام : إن وجدت أعوانا فبادر إليهم وجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تلحق بي مظلوما . فلما قبض النبي صلى الله عليه وآله اشتغلت بغسله والفراغ من شأنه ، ثم آليت ثلاثا ألا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمع القرآن إذ هو أحق وأولى ، ثم أخذت بيد فاطمة عليها السلام وابني الحسن والحسين فدرت على أهل بدر وأهل السابقة ، فناشدتهم حقي ودعوتهم إلى نصرتي ، فما أجابني إلا أربعة رهط سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار ، ولقد راودت في ذلك أهل بيتي فأبوا علي إلا السكوت ، لما علموا من دعارة في صدور القوم وبغضهم لله ولرسوله ولأهل بيت نبيهم عليهم السلام ، فانطلقوا بأجمعكم إلى الرجل فاعرفوه ما سمعتم من رسول الله صلى الله عليه وآله ، ليكون ذلك أوكد للحجة وأبلغ للعقوبة وأبعد من رسول الله إذا ورد عليه . قال : فانطلق القوم بأجمعهم حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه
579
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 579