نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 31
عزته ، ويقدس علو صمديته ، ويدل على جلال أحديته ودوام سر مديته وكمال قدرته ، ويعتقد عدله في قضيته ، لا يخل بواجب ولا يفعل قبيحا ، لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون . وأزاح عللهم ، وبعث إليهم الرسل لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ، بل تكون له الحجة البالغة على خلقه . وختم برسول محمد صلى الله عليه وآله الأنبياء ، وأنه رسول صدق أمين معصوم ، قائل بالصدق حامل لأعباء الرسالة . وأن شرعه ناسخ لما قبله ، مؤبد إلى يوم الدين . إلى غير ذلك من الأصول التي يجب العلم بها على كل مكلف . فهذا ما يجب عليه علمه أولا على سبيل الجملة ، لأن الأمة من أهل الحق مجتمعة والاتفاق منعقد على أن الإخلال بمعرفة الله تعالى وتوحيده والإخلال بمعرفة رسله وحججه عليهم السلام كفر محض . ولا فرق بين الإخلال بهذه المعارف وبين الشك فيها أو اعتقاد ما يقدح فيها ، لأن الإخلال بالواجب يعم الكل . وإذا كان الجهل بهذه المعارف كفرا فالعلم بها - لوجوبه أو لوجه وجوبه - هو الإيمان . والإخلال بالإمامة وشروطها يعود بالنقض على أدلة التوحيد والعدل من وجهين : ( أحدهما ) أن الإمامة لطف في التكاليف العقلية التي يجب فعلها إقداما أو تركها إحجاما ، فمتى لم يعرف المكلف الإمامة بشروطها مع ما تقرر في عقله من كونها لطفا ، أداه ذلك إلى الشك في عدل الله سبحانه وتعالى ، وأنه ممن يجوز أن يخل بشرائط التكليف ولا يزيح علة المكلفين فيما كلفهم .
31
نام کتاب : نهج الإيمان نویسنده : ابن جبر جلد : 1 صفحه : 31