responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نقد كتاب حياة محمد ( ص ) نویسنده : السيد عبد الحسين نور الدين العاملي    جلد : 1  صفحه : 72


والمشركون في غزوة بدر خرجوا مستعدين للحرب عليهم البيْض والدروع ، عدتهم ألف مقاتل ، يقودون مائة فرس ، على غاية من الفخر والمباهاة ، وكانت العادة تقضي بالظفر لقريش لقوة عَددهم وكثرة عُددهم .
التقى الجيشان ففاز المسلمون بالظفر ، وكان ذلك لاحتمالهم ، فإن الجندي إنما يقاتل بقلبه دون سلاحه ، والجيش يغلب بصبره لا بكثرته ، فكم من شاكِ السلاح يقوم له أعزل فيسلبه سلاحه !
والناس ألفٌ منهم كواحد وواحدٌ كالألف إن خَطْبٌ عَرَى لا أدعي أن قريشاً يوم بدر لا قلوب لهم ، فإنهم المشهور لهم بين العرب بالبأس والبسالة وجرأة الجنان ، ولكن القلوب تتفاوت شدةً وضعفاً ، فالجبان إذا لقي أجبن منه كان شجاعاً ، والشجاع إذا لقي أشجع منه كان جباناً . . وأين لأبطال قريش قلوباً كقلوب أبطال المسلمين ؟ ! فلقد أضيف إلى جرأتهم قوة الإيمان واليقين بما وعد الله سبحانه ، بقوله : ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيانٌ مرصوص ) وقوله سبحانه : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله ) . وقوله سبحانه : ( ولا تحسين الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ) . وقوله صلى الله عليه وآله : ( الجنة تحت ظلال الأسنة ) ونحو هذا كثير . . فكان عظيم إيمانهم بهذه الآيات المحكمات يمثل لهم في بدر الجنة وقد تزخرفت وفتحت أبوابها ، والحور العين وقد تزينت للقائهم ، والملائكة حافين بهم

72

نام کتاب : نقد كتاب حياة محمد ( ص ) نویسنده : السيد عبد الحسين نور الدين العاملي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست