responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نقد كتاب حياة محمد ( ص ) نویسنده : السيد عبد الحسين نور الدين العاملي    جلد : 1  صفحه : 67


لكنه رعاه الله بسعة خياله وقوة بيانه ووفور أدبه ، شاء البروز بهذا الفن ، فجاء يخرج لنا التاريخ صوراً رائعة هي بالخيال أشبه منها بالحقيقة ! وهذا شئ ، والتمحيص شئ .
ذكر في صحفة 260 ، تحريش أبي عامر الفاسق بين الجيشين ، ثم قال : ( هنالك صاح حمزة بن عبد المطلب صيحة القتال يوم أحد : أمت أمت ، واندفع إلى قلب جيش قريش ، فلقيه طلحة بن أبي طلحة حامل لواء أهل مكة ، فضربه حمزة بالسيف على يده اليمنى . . . ) إلى أن قال : ( واندفع أبو دجانة وفي يده سيف النبي ( ص ) وعلى رأسه عصابة الموت ، فجعل لا يلقى أحداً إلا قتله ، حتى شق صفوف المشركين ) .
لم يذكر الدكتور من أبطال هذه الغزوة غير حمزة وأبي دجانة ! ثم ذكر بعض هؤلاء في آخر الوقعة !
فعلَ ذلك ليدلل على أن هذين هما بطلا الغزوة ، وأن غيرهما ليس في مرتبتهما ليذكر معهما ، قاصداً الحط من قدر علي عليه السلام وبطولته ! وقد ذكره في آخر الوقعة ، وهذا فنة الذي يجيده في الإغفال غاية الإجادة ! وليته قنع بهذا المقدار فلم ينسب ما عمله علي عليه السلام يوم أحد إلى عمه حمزة !
وحمزة أسد الله وأسد رسوله في غنى عن عمل غيره . . والدكتور وإن كان في تصويره وتنميقه مبتدعاً وله أن يقول ما يشاء ، لكن عليه في نقل الحوادث أن يكون متبعاً لأئمة السير وحفظة التاريخ ، أداءً لحق الأمانة وعملاً بقانون النزاهة ، فإن قيمة المؤرخ تحرير الحقيقة في نقد الحوادث ، أما التأنق في اللفظ والتصوير ، فهو من عوارض التاريخ ومحسناته .

67

نام کتاب : نقد كتاب حياة محمد ( ص ) نویسنده : السيد عبد الحسين نور الدين العاملي    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست