لابد أن يكون الدكتور قبل كتابة هذه الغزوة قد طالع سيرة ابن هشام ومغازي الواقدي وطبقات ابن سعد وتاريخ الطبري ، فإنهم المرجع في هذا الفن ، وهؤلاء يذكرون أن طلحة بن أبي طلحة صاحب لواء قريش الذين زعم الدكتور أنه قتيل حمزة ، قتله علي عليه السلام ! ففي السيرة قال ابن إسحاق : ( وقتل من المشركين يوم أحد من قريش ثم من بني عبد الدار بن قصي من أصحاب اللواء طلحة بن أبي طلحة ، واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار ، قتله علي بن أبي طالب ) . وفي الطبقات قال : ( ووفى القوم بعضهم من بعض ، والرماة يرشقون خيل المشركين بالنبل ، فتولى هوازن فصاح طلحة بن أبي طلحة صاحب اللواء : من يبارز ؟ فبرز له علي بن أبي طالب ، فالتقيا بين الصفين فبدره علي فضربه على رأسه حتى فلق هامته فوقع ، وهو كبش الكتبية ( أي سيدهم وقائدهم ) فُسرَّ رسول الله ( ص ) بذلك وأظهر التكبير ، وكبر المسلمون وشدوا على كتائب المشركين يضربونهم حتى نقصت ) ( أي اضطربت صفوفهم ) . وفى الطبقات : ( رأى رسول الله ( ص ) تلك الليلة كأنه في درع حصينة ، وكأن سيفه ذا الفقار قد انفصم من ظبته ، وكأن بقرات ذبحت ، وكأنه مردف كبشاً ، فأخبر بها أصحابه ، وأولها فقال : أما الدرع الحصينة فالمدينة ، وأما انفصام سيفي فمصيبة في نفسي ، وأما البقر المذبح فقتل في أصحابي ، وأما مردف كبشاً فكبش الكتيبة ، يقتله الله إن شاء الله . ولهذا لما قتل علي طلحة بن أبي طلحة سُرَّ ، وكبر تكبيراً ظاهراً ) .