( قال الكوراني : الظاهر أن قول الدكتور هيكل : ( استشار الناس وأخبرهم عما بلغه من أمر قريش ، فأدلى أبو بكر وعمر برأيهما ، ثم قام المقداد . . ) هو من التستر على أبي بكر وعمر ، وليس من حشر ذكرهما بلا موجب كما تصور السيد نور الدين رحمه الله . . فقد روى المحدثون أنهما قالا كلاماً فأعرض النبي عنهما ! ففي مسند أحمد : 3 / 220 ، ودلائل النبوة للبيهقي : 3 / : 47 : ( عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث بلغه إقبال أبي سفيان قام فتكلم أبو بكر فأعرض عنه ، ثم تكلم عمر فأعرض عنه . . . ! ! ) . ولا بد أن يكون كلامهما سلبياً يدعو إلى عدم مواجهة قريش ! كالذي نقلوه عن أبي بكر من قوله في أسرى بدر ( يا نبي الله هم بنو العم والعشيرة ، أرى أن تأخذ منهم فدية . . ! ! ) ( سنن البيهقي : 6 / 320 ، وغيره ) ! فعملُ الدكتور هيكل هنا ، أنه حذفَ الإشارة إلى موقف أبي بكر وعمر السلبي من المعركة الذي أغضب النبي فأعرض عنهما ! ! وأنه دلس رأيهما وزوًّقه ! ) . * *