والفائدة . . وهل الغزوة أمر وهمي وصورة خيالية ، حتى يكون الإطناب في إعظامها وذكر أبطالها جورٌ في الرأي وانحراف عن القصد ؟ ! إن الدكتور ليعرف بطل هذه الغزوة وأنه علي بن أبي طالب ، الذي بَهَرَ بعمله فيها العقول ، وحيَّرَ الألباب . إن مغازي الواقدي وسيرة ابن هشام بين يدي الدكتور يكتب عنهما وقعة بدر ، وقد أحصتا من قتل من قريش والقاتلين لهم ، والتاريخ وحفظة السير وكل من كتب في التاريخ عيالٌ عليهما . ولقد وقف قبل وصفه الوقعة وقفة إعجاب بصدق إيمان المسلمين وعظيم محبتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله ، وإيمانهم برسالته ، وأطنب في ذلك ، ثم ذكر في صفحة 229 ما أمدَّ الله به المسلمين من القوة ومضاعفة القوم ، فجعل كل واحد منهم يعدل عشرة رجال ، وأطال في ذلك ليريك أن المسلمين كلهم اشتركوا فيها ! ثم ذكر صحفة 231 قتل أمية بن خلف بتحريض بلال المسلمين على قتله ، وأطنب في ذلك ثم قال : ( وقتل معاذ بن عمرو بن الجموح أبا جهل بن هشام ، وخاض حمزة وعلي وأبطال المسلمين وطيس المعركة ، وقد نسي كل منهم نفسه ، ونسي قلة أصحابه وكثرة عدوهم ) . الخ . . أجمل عمل الأبطال لئلا يعرف عمل علي عليه السلام من بينهم ! واختصر الكلام في قتل أبي جهل ، ولقد كان لقتله حديث طريف يليق بالذكر ، ذلك لاشتماله على فضل لعلي عليه السلام !