روى الواقدي قال : لما كان يومئذ ورأت بنو مخزوم قتل من قتل قالت : أبو الحكم لا يخلص اليه ! فإن ابني ربيعة عَجِلا وبَطِرا ولم تحامِ عنهما عشيرتهما ، فاجتمعت بنو مخزوم فأحدقوا به فجعلوه في مثل الحرجة ( الشجرة لا يوصل إليها لما حولها من الشجر الملتف ) وأجمعوا أن يلبسوا لأمة أبي جهل رجلاً منهم ، فألبسوها عبد الله بن المنذر فصمد له علي فقتله وهو يراه أبا جهل ، ومضى عنه وهو يقول : أنا ابن عبد المطلب ! ثم ألبسوها أبا قيس بن الفاكه بن المغيرة ، فصمد له حمزة وهو يراه أبا جهل فضربه فقتله ، وهو يقول : خذها وأنا ابن عبد المطلب ! ثم ألبسوها حرملة بن عمرو فصمد له علي ، فقتله ! ثم أرادوا أن يلبسوها خالد بن الأعلم فأبى أن يلبسها ! ! قال معاذ بن عمرو بن الجموح : فنظرت يومئذ إلى أبي جهل في مثل الحرجة ، وهم يقولون أبو الحكم لا يخلص اليه ، فعرفت أنه هو ، فقلت والله لأموتن دونه أو لأخلصن اليه ) . . . وكان على الدكتور أن يعرض لذكر المتمردين على الله ورسوله من أشياخ قريش وكيف قتلوا ، تحفةً للقارئ بما يشفي غيظه ، لكن أكثر هؤلاء تولى قتلهم علي ! فقد كان يعتمدهم بقتاله دون سائر قريش ، فإنهم العاملون على إطفاء هذا الحق الذي طبق الأرض بنوره ! منهم نوفل بن خويلد ، وهو ابن العدوية ، كان من شياطين قريش والمطاعين فيهم ، وهو الذي قرن أبا بكر وطلحة بن عبيد الله حين أسلما بحبل