كان حديثنا عن السيرة النبوية ، وما كتب فيها قديماً وجديداً . . وجرى ذكر كتاب ( حياة محمد ) للدكتور محمد حسين هيكل ، وكيف عمل لإرضاء أتباع الخلافة القرشية ، فسعى جاهداً لإثبات أدوار لبعض الصحابة القرشيين ، وظلم علياً وأهل البيت عليهم السلام ، وتعمد التعتيم على دورهم في إنشاء الأمة وإرساء الإسلام ! وكيف أن هيكل خضع لضغط المتعصبين فحذف من كتابه في طبعاته اللاحقة حديث الدار ، حيث جمع النبي صلى الله عليه وآله بني هاشم وكانوا أربعين رجلاً ، امتثالاً لقوله تعالى ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) فدعاهم إلى الاسلام ، وأخبرهم أن ربه أمره أن يتخذ من أجابه منهم أخاً له ووزيراً وخليفة ووصياً ، فأجابه عليٌّ وحده ، فقال لهم النبي : هذا خليفتي ووزيري ووصيي فاسمعوا له وأطيعوا . . . فحذف هيكل هذا الحديث النبوي المعجز من كتابه بعد أن كان أثبته في طبعته الأولى ! ! قال لي المرجع الصافي : هل رأيت رد السيد عبد الحسين نور الدين العاملي عليه ؟ قلت : لا ، لكن سمعت به . قال : الكتاب عندي ، وسأعطيك إياه لعلك تنشره ، فقد جاء بهذا الكتاب المرحوم الشيخ حبيب المهاجر العاملي ، وقدمه إلى المرجع المرحوم السيد البروجردي ، فأمر بطباعته ، وطبع يومذاك . . وأخذت الكتاب ، وهو كراسٌ طبع قبل ست وأربعين سنة في مطبعة الحكمة بقم ، باسم ( السيد عبد الحسين نور الدين العاملي والهيكل ) ! وكتب عليه الشيخ الصافي بخطه :