تغافل الدكتور عما قاله أبو بكر وعمر في بدر ! ! ذكر الدكتور في هذا الغزوة تبعاً لابن إسحاق قال : ( استشار الناس وأخبرهم عما بلغه من أمر قريش ، فأدلى أبو بكر وعمر برأيهما ، ثم قام المقداد بن عمر فقال : يا رسول الله ، إمض لما أراك الله ، فنحن معك . والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى عليه السلام : إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون . ولكن إذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون . وسكت الناس ، فقال رسول الله : أشيروا عليَّ أيها الناس . . إلى أن قال : فلما أحس الأنصار أنه يريدهم ، وكان سعد بن معاذ صاحب رايتهم ) . كان على الدكتور عند قوله في أول الغزوة وكانت أمام المسلمين رايتان سوداوان أن يقول إحداهما راية الأنصار بحملها سعد بن معاذ ، لكنه يريد إغفال ذكر علي عليه السلام ، فلو ذكر سعداً هناك وحده كان عرضةً للوم ، فأخره لهذه الغاية ! وهي لباقة في الإغفال يمتاز بها الدكتور في كتابه هذا ! ! ثم قال : ( قال سعد لقد آمنَّا بك وصدقناك ) ، ثم ذكر ما قاله سعد بطوله . . هنا يعجب المرأ للرواة كيف نسوا ما أدلى به أبو بكر وما أدلى به عمر في الرأي ، فلم يذكروا فيه شيئاً ! !