شبه المبشرين وافتراآتهم على جلال القرآن وقداسته ، وهو كثير الانتشار لا تكاد تخلو منه مكتبة ! وطريف أن الدكتور لم يذكره من مصادر كتابه ، فإن لم يسمع به أو لم يره فغريب ! وإن كان ذلك زهداً به ، فأغرب وأعجب . فظهر بحمد الله بشهادة البررة المنصفين من علماء الجمهور ، بطلان ما ينسب إلى الشيعة من القول العظيم في الذكر الحكيم . وما يوجد من الأحاديث في بعض كتب أصحابنا مما ظاهره ذلك ما نأباه ونرده وننكره أشد الإنكار ، لما رويناه عن أئمتنا عليهم السلام مستفيضاً في عرض ما روي عنهم على كتاب الله ، فما واقفه قُبِلَ وما خالفه رُدَّ ، وكل ما ورد عنهم مما ظاهره التحريف فهو مخالفٌ لكتاب الله تعالى مجده ، يقول سبحانه ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ، وقال سبحانه ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد ) . وعروض التحريف له ينافي حفظه ، كما أنه باطل فلا يأتيه . ثم إن ما ورد من الأحاديث في زيادة القرآن ونقصه ، غير مختص بأحاديث الشيعة ، بل مثله موجودٌ في أحاديث الجمهور ، بل في صحاحهم ! ! روى مسلم بن الحجاج في صحيحه في كتاب الزكاة ( باب لو أن لابن آدم واديين لابتغى ثالثاً ) بإسناده عن أبي الأسود قال : بعث أبو موسى الأشعري إلى قراء أهل البصرة فدخل عليه ثلاثمأة رجل قد قرأوا القرآن ، قال أنتم خيار أهل البصرة وقراءؤها فاتلوه ، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قلبكم ،