أما عثمان فأنعم له بالجواب ، لكن علياً أبى عليه إلا أن يعطيه الأيْمان المغلظة والمواثيق المؤكدة أن لا يحابي ذا قرابة ( كان عبد الرحمن صهراً لعثمان على أخته ) ولا يبتغي بعمله غير وجه الله تعالى . . . فأعطاه عبد الرحمن ذلك ، ثم عقد مؤتمراً جمع فيه المهاجرين والأنصار والتابعين ، فقام العلويون يصارحون برأيهم ، قال قائلهم إن بويع عليٌّ سمعنا وأطعنا وإن بويع غيره سمعنا وعصينا ! وقام الأمويون كذلك يقول قائلهم إن بويع عثمان سمعنا وأطعنا ، وإن بويع غيره سمعنا وعصينا ! وتسابَّ الفريقان وكاد أن يكون بينهما شر ! فصاح الناس من كل ناحية قائلين لعبد الرحمن أمض أمرك وأرح الناس ، فقال عبد الرحمن لعلي عليه السلام : أمدد يدك فمد يده فقال : أبايعك على أن تعمل بكتاب الله وسنة نبيه وسيرة أبي بكر وعمر . فقال علي عليه السلام : تبايعني على أن أعمل بكتاب الله وسنة نبيه ومبلغي من العلم . فأعاد عبد الرحمن ما قاله ثلاثاً ، وأعاد علي ما قاله ثلاثاً ، فنزع عبد الرحمن يده من يد علي ، وقال لعثمان : مدَّ يدك فمد يده ، فقال : أبايعك على أن تعمل بكتاب الله وسنة نبيه وبسيرة أبي بكر وعمر ، فأنعم له ، فبايعه ! فكيف قلت : لم ينجم خلافٌ بعد ؟ ! وأي خلاف أشد من أن يعلن كل واحد من الفريقين التمرد والعصيان على الخليفة الذي لا يوافقه ؟ ! وهذا الخلاف يدل دلالة واضحة على أن علياً قد صور يؤمئذ مطالبه بصورتها الكاملة فأين قولك ( ثم إن علياً لم يكن قد صور مطالبه بصورتها الكاملة ) ! وكأنك ترى قولك ( فلم يكن غرض من الأغراض