إذن ليدفع عثمان إلى ارتكاب إثم ينظر اليه المسلمون بعين المقت غاية المقت ) مقنعاً لخصمك العنيد المجادل في تحريف القرآن ؟ !
وأين يقع قولك هذا منه إذا قام يملي عليك ما دونه التاريخ لعثمان من الأحاديث التي لم توجب مقتاً فقط ، بل أدت إلى حصره في عاصمة ملكه ودار سلطانه أربعين يوماً ليخلع نفسه أو يقتل ، فأبى ذلك حتى قتل بمرأى من المهاجرين والأنصار ، وبمرأى من أهل بيته وكانت بيدهم القوة والسلطان ، إذ كانوا العمال والولاة فلم يستطيعوا نصره لتلك الصيحة التي لحقته من الرعية ، وكان لها دوي هائل في بلاد الاسلام !
ثم مضى الدكتور فيما هو بصدده قال : ( فمثل هذا الزعم كان ظاهر الفساد يؤمئذ ، وإنما أبدعه الشيعة من بعد لأغراضهم ) !
ليقل الدكتور ما شاء ، فقد نسب الينا أمثاله من القائلين بغير علم ما هو أفظع وأدهى ! إنما يسوؤنا النيل من جلال القرآن وقداسته بجعله محلاً للريب بهذه النسبة الباطلة ، ليس عند أعداء الاسلام فقط ، بل عند الكثير من المسلمين .
أين موقف الدكتور ونضاله في هذا المعترك من موقف ذلك العلامة الورع رحمة الله الهندي في كتابه ( إظهار الحق ) ذلك السفر الثمين كيف تراه أزهق باطل هؤلاء المتمردين على جلال القرآن بهذه النسبة الباطلة ، فقد أمات الشبهة وجلى الحق في الفصل الرابع من الجزء الثاني قال رحمه الله : ( وأما الجواب عنه تحقيقاً فإن القرآن المجيد عند جمهور علماء الشيعة الامامية الاثني عشرية محفوظٌ عن التغيير والتبديل ، ومن قال

20