عليها والصاوي في تقاريره عليها ولو كان تعبيرهم في تاركي السعي من الصحابة قاصرا على أهل الصفة لكان أقوم وإلا فالصحابة كانوا أكثرهم أهل تكسب وسعي على ما سيأتي إلا أهل الصفة والله أعلم ثم وجدت الشيخ سليمان الجمل أتي في حاشيته على الهمزية بتعبير لطيف وذلك أنه قال في هذا الموضع وكان الصحابة فيها على قسمين فأكثرهم كأهل الصفة ترك السعي في تحصيلها بالكلية واشتغل بالعلوم والمعارف والعبادات وكثير منهم حصلها ه ووجدت الشيخ محمد بن عبد الرحمان الصومعي التادلي عبر في شرحه على الهمزية بما هو أسلم فقال فمنهم من أعرض عنها بالكلية واشتغل بالعلوم والمعارف ومنهم من سعى في تحصيلها وحصلها بقدر نفع الغير بها ه وإنما جلبت النقول هنا في انقطاع أصحاب الصفة عن التكسب لتهجم متهور عليه رضي الله عنهم فنسب لهم أيضا الجري وراء الدنيا معه وهو غالط أو متغافل عن نص القرآن في الواقعة وذلك قوله تعالى في حقهم ( لا يستطيعون ضربا في الأرض ) وفي حواشي الشمس ابن عابدين الحنفي الدمشقي على الدر المختار نقلا عن المصفي الجلوس في المسجد للحديث مأذون فيه شرعا لأن أهل الصفة كانوا يلازمون المسجد وكانوا ينامون ويتحدثون ولهذا لا يحل لأحد منعه كذا في الجامع البرهاني فيؤخذ منه أن الأمر الممنوع منه إذا وجد بعد الدخول مقصدا لعبادة لا يتناوله ه وفي أس المقاصد في تعظيم المساجد للشيخ علوان بن عطية الحموي أن بعضهم تعلل عليه في نهيه عن الكلام في المسجد بأحوال أهل الصفة في زمانه صلى الله عليه وسلم فقال انظر أيها الأخ وتعجب ممن يقيس على أولئك الصحابة الأخيار هؤلاء الحثالة الأشرار أترى كان اجتماع أهل الصفة على الحظوظ النفسانية والأخلاق الشيطانية واللهو واللعب والضحك والمزاح