قال تعالى فيهم ( تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون ) كانوا ضعفاء عن الجهاد قال تعالى ( ولا تطرد الذين يدعون ربهم ) الآية ونزل في حق ابن أم مكتوم ( عبس وتولى أن جاءه الأعمى ) فقد ظهرت صفة أهل الصفة الذين يقتدي بهم الفقراء المتجردون : يا طالبا من الالاه الزلفة * لا تنتحي لغير أهل الصفة ولين القول لهم برأفة * فإنهم أهل التقى والألفة وفي تكملة السيوطي لتفسير المحلي على قوله تعالى ( الذين أحصروا في سبيل الله ) الآية أنها نزلت في أهل الصفة وهم أربعمائة من المهاجرين أرصدوا لتعلم القرآن والخروج مع السرايا ومعنى الذين أحصروا في سبيل الله أي حبسوا أنفسهم على الجهاد وقوله ( لا يستطيعون ضربا في الأرض ) أي للتجارة والمعاش لشغلهم بالجهاد ه وقال ابن ليون التجيبي في محل آخر من رسالته وفي الصحيح أن أهل الصفة لم يتسببوا ولا اشتغلوا بغير الذكر والفكر والقعود في المسجد وكان القراء يخدمونهم والنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يطعمونهم وقال لهم أبشروا يا أهل الصفة فترك التسبب طريقة أقرها النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصح أنه أمرهم بالتسبب وإنما أمرهم بالتوكل ه وقال ابن حجر الهيثمي في شرح الهمزية على قولها في حق الصحابة : زهدوا في الدنيا فما عرف الميل * إليها منهم ولا الرغباء الصحابة في الزهد فيها على قسمين فأكثرهم ترك السعي في تحصيلها بالكلية واشتغل بالعلوم والمعارف ونشرها وبالعبادات حتى لم يبق من أوقاته شيء إلا وهو مشغول بشيء من ذلك وكثير منهم حصلوها لكن كانوا فيها خزانا لله تعالى كما مر ه ونقله عنه بنيس ونحوه لأبي عبد الله زنيبر السلوي