هم الذين ورثوا أهل الصفة في الجلوس في المساجد والرباط والتجرد وقلة التسبب والناس ينكرون على الفقراء هذه الصفة وهي السنة لأن السنة في عرف الشرع ما أقره صلى الله عليه وسلم أو عمله أو علمه وكان صلى الله عليه وسلم يحسن إليهم ويؤنسهم ولم يأمرهم بتكسب وفي صحيح مسلم عن أنس قال جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه أن يبعث معهم رجالا يعلمونهم القرآن والسنة فبعث معهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لهم القراء منهم خالي حرام بحاء مهملة وراء يقرؤون القرآن ويتدارسونه وبالليل يتعلمون وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة والفقراء فبعثهم إليهم فقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان فهؤلاء لم ينههم النبي صلى الله عليه وسلم ولا نهى القراء عن خدمتهم ثم ذكر حديث البخاري السابق وقال أثره فصح أنهم كانوا فقراء متجردين يقرؤون في المسجد غير متسببين وهذه الصفة هي صفة الفقراء المتجردين اليوم قال أبو طلحة كنا نأتي المدينة فمن كان له بها عريف نزل عليه وإلا نزل بالصفة وكان الراتبون بالصفة نحو أربعمائة رجل منهم أبو هريرة وابن أم مكتوم وصهيب وسلمان وخباب وبلال والمؤمنون به صلى الله عليه وسلم منهم من قام بالجهاد ومنهم من قام بالزراعة ومنهم من قام بتقييد العلم ومنهم من قام بالقراءة ومنهم من ركن للعبادة وهم أهل الصفة والكل في عبادة وسنة ولما كان المهاجرون والأنصار لهم قبائل وعشائر انضاف بعضهم إلى بعض فجعلهم النبي صلى الله عليه وسلم في الصفة وضمهم إليه إذ كانوا لا يملكون شيئا ولا لهم بيوت يسكنون فيها ولا قبائل ينضافون إليها فصاروا كالقبيلة الواحدة وكذلك الفقراء اليوم ومنهم الذين