قالت إن النبي صلى الله عليه وسلم كثرت أسقامه فكان يقدم عليه أطباء العرب والعجم فيصفون له فنعالجه هكذا عزاه إليه الشمس السفاريني في غداء الألباب وفي طبقات ابن سعد عن عائشة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا مسقاما وكانت العرب تنعت له فيتداوى بما تنعت له العرب وكانت العجم تنعت له فيتداوى ه وتقدم عن الأحكام النبوية لابن طرخان أن قول عائشة هذا روي بأسانيد صحيحة وقال في محل آخر بعد أن كرره فيدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يديم الطب ولا شك أن العجم إذ ذاك أو أغلبهم كفار ومع ذلك كان يستوصفهم صلى الله عليه وسلم بعد حصول الثقة بمن يثق به منهم إذ ذاك واستفدنا من الحديث المذكور أن الأطباء من العجم كانوا يقدمون عليه صلى الله عليه وسلم وانظر هل كانوا يردون عليه من قبل أنفسهم أو بطلب أو لغرض كسفارة مثلا والعبارة واسعة ولما عرف عياض في المدارك بالشيخ أبي إسحاق الجنبياني قال قال أبو يحيى القابسي لما خرجنا من عنده هربت من يد صبي دابة كان يمسكها لنا فقلت أعطيتموها لصبي لا يقوم بها فضاعت فقال لي أبو إسحاق اغتبته فقلت له وصفته بحاله وفي السنة ما يبيح ذلك وهو قوله صلى الله عليه وسلم للتي شاورته في النكاح أما أبو جهم فلا يضع عصاه على عاتقه وأما معاوية فرجل صعلوك لا مال له فقال لي لا حجة فيها لأن المستشار مؤتمن وأيضا إنما شاورته في أنه يدخلها في النكاح أو يصرفها عنه ومسألتنا ليست كذلك بل في السنة وأن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه طبيبان وكانا نصرانيين فلما خرجا قال لولا أن تكون